حُق لهم أن يتباهوا به، تتحقق أحلام السعوديين معه، يعبر بهم الصعاب وصولاً إلى المستحيل، خارجيا لا يبحث إلا عن مصلحة المملكة العربية السعودية، وهمه الداخلي الأكبر هو أن يكون المواطن السعودي عزيزا وراضيا، فلم يكن ظهور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بشجاعة رأيه، وحديثه المتسم بالشفافية والثقة والاعتزاز بالهوية الوطنية لأبناء الجزيرة إلا تأكيداً على تميز شخصيته القيادية الحريصة على بناء وطن قوي صلب يمكنه تطويع الصعاب وصناعة المستحيل مهما عصت. سمى خلال لقائه الخاص على التلفزيون السعودي الأمور بمسمياتها دون تردد أو مواراة، حتى كان حديثه قريباً من السعوديين، أشبه بحديث عائلي حول شؤون الأسرة بين أفرادها ال 20 مليوناً، ما أكسبه تقدير واحترام أفراد العائلة جميعاً دون استثناء، ليؤكد للسعوديين قبل العالم أن قائدهم الرجل الشجاع يحمل في صفات ال DNA الخاصة به الصفات ذاتها التي يتحلى بها شعبه الذي لا يخاف، ولا يجد الخوف دليلاً في قاموسهم. وكما اعتاد عليه السعوديون في حضوره إلى جوارهم في أحاديثه الإعلامية، وضع ولي العهد النقاط على الحروف، وسمى الأشياء بمسمياتها قاطعاً الطريق أمام العديد من الأقاويل والشائعات، ليؤكد للعالم أجمع أن المرحلة الأولى لإعادة بناء وطن قوي يستطيع تجاوز التحديات مهما بلغت قوتها تسير وفق ما خطط لها، رغم مضي 5 أعوام على بدء تطبيق خارطة الطريق نحوها «رؤية السعودية 2030»، التي استطاعت بمتابعة منه تحقيق العديد من المستهدفات على أرض الواقع في رفع الإيرادات غير النفطية، ورفع تملك المساكن وغيرها من الملفات المهمة، إضافة إلى تأكيده الالتزام بالقرآن والسنة دستوراً للمملكة والنظام الأساسي للحكم وتطبيقهما على أفضل وجه بمفهوم واسع يشمل الجميع. كانت المعلومات والأرقام، وحتى التفاصيل حاضرة في ذهنه دور تردد أو استرجاع، ما يؤكد إلمام الأمير محمد بن سلمان بالكثير من الملفات والقضايا الإقليمية المهمة وحتى الشؤون الاقتصادية الماضية والمستقبلية على مستوى الداخل السعودي أو عالمياً. قصة النجاح السعودية التي رواها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بعد أن قطع السعوديون مسافة التحول عبوراً إلى هدف الرؤية أظهر من خلالها النموذج السعودي في البناء الحكومي بتمكين أولي الشغف من الكفاءات على مستويات القيادات والصف الثاني، ولمسه مكامن القوة لديهم ومعرفته همومهم وتطلعاتهم، لبناء مستقبل زاهر للسعوديين من خلال الإقدام على العديد من الخطوات، واستغلال الكثير من الفرص لرفع القدرات البشرية وخلق آفاق جديدة. ولم يكن حديث ولي العهد متسماً في أغلبه بالرضا الكامل، بعد أن أعرب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن ألمه تجاه رفع ضريبة القيمة المضافة، وتفنيده ما دفع الحكومة السعودية إلى ذلك من معطيات اقتصادية ساهمت في تجنيبهم الأسوأ، إضافة إلى أمله في تقليص نسب البطالة بين السعوديين ورغبته رفع الوظائف المتوسطة للمواطنين في المملكة من 50 % إلى 80% ليحظى كل سعودي وسعودية بالوظيفة اللائقة التي من شأنها أن تحسن من دخلهم وترفع من مستوى جودة حياتهم. وفي وقت ينظر فيه ولي العهد للتنمية في المملكة نظرة شمولية، لا تفاضل بين مدينة وأخرى، بنظرة وطن واحد يسعى لتحفيز ما يملكه من إمكانات في النهوض بالاقتصاد وخلق الفرص الوظيفية للمواطنين، لا يرغب الأمير محمد بن سلمان في استنساخ أي مشاريع عالمية، والأمر الذي ظهر جلياً في حرصه على تقديم تجربة جديدة تغري السائح للقدوم إلى المملكة