رغم الظروف الاستثنائية التي عصفت بالعالم شرقاً وغرباً، إلا أن السعودية بفضل الله ثم برؤية قيادتها تواصل المضي قدماً في تحقيق أهدافها ومواصلة وثباتها النوعية في مختلف المجالات. تتعاظم الطموحات وتتواتر الإنجازات وتتقدم في المؤشرات العالمية بكل ثقة واقتدار رغم تداعيات الجائحة وتباطؤ الاقتصاد العالمي. وفي كل مرة يظهر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مُعلنا عن مبادرة جديدة ومشاريع قادمة، يتعزز السعوديون بإلهام وعزيمة لصناعة مستقبل مزدهر، إذ أصبح الأمير محمد بن سلمان في يقينهم، عراب غدهم المشرق وحاضرهم الطموح، بدعم قيادة خادم الحرمين الشريفين وتفاعل أطياف الشعب ومكونات الدولة جميعها. حمل «محمد بن سلمان» آمال السعوديين، وجعلهم في أوج التفاؤل عبر التقدم في التنافسية والانضباط بالاستراتيجيات وسمو الأهداف لسعودية جديدة أكثر حيوية ونهضة، وأصبحوا ينظرون بعين الحب والثقة والتفاؤل إلى ولي العهد الذي تمكّن من سبر التحديات بشجاعة، وقاد الدولة بالأفعال والأرقام إلى مكانة عالمية مرموقة، بعد أن سبقت أفعاله أقواله، وتحققت وعوده على أرض الواقع. وما أفصح عنه ولي العهد، (الثلاثاء)، في جلسة مطولة خلال تدشين برنامج «شريك» مع كبار رجال الأعمال ورؤساء الشركات السعودية، كان مبعث تفاؤل باقتصاد قوي وتمكين أكبر، ودليل على الأهداف الطموحة التي تسعى الحكومة لتحقيقها بكل جسارة. ويمنح برنامج «شريك» القطاع الخاص قوة حقيقية في المشاركة التنموية في البلد ولعب دور رئيسي في تنمية الاقتصاد المحلي، وامتاز البرنامج بوجود إرادة جادة وحاسمة من ولي العهد بإشراك كبرى الشركات السعودية بشكل أكبر في التنمية لتحقيق الطموحات الوطنية في رؤية 2030. والتزمت 24 شركة محلية كبرى، غالبيتها شركات مدرجة في السوق السعودية، باستثمار تريليوني ريال بحلول عام 2025، و3 تريليونات ريال أخرى بحلول 2030، بعد تدشين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان برنامج «شريك». وأكد ولي العهد أن 90% من ال27 تريليون ريال ستقدمها الحكومة والصناديق والشركات السعودية. وقال الأمير محمد بن سلمان في جلسة حوارية مع رجال الأعمال عقب تدشين البرنامج: «حينما نتكلم عن 27 تريليون ريال في ال10 سنوات القادمة فهذا رقم ضخم، يشمل 3 تريليونات ريال أعلن عنها صندوق الاستثمارات العامة، و5 تريليونات من الشركات الكبرى، و4 تريليونات في إستراتيجية الاستثمار سيعلن عن تفاصيلها لاحقاً، إضافة إلى ميزانية الحكومة وهي 10 تريليونات ريال، وهذه الأموال موجودة». وأشار ولي العهد إلى أن إنفاق 27 تريليون ريال يعني أن الإنفاق في المملكة سيكون أكثر من الإنفاق في تاريخ السعودية، بما في ذلك مرحلة ما قبل النفط وما بعد النفط، وهذا يمثل فرصاً كبيرة جداً. وقال:«هذه مملكة عربية سعودية جديدة». وأكد ولي العهد أن برنامج شريك هو استثمار طويل الأجل في مستقبل المملكة وازدهارها. ويجيء إطلاق برنامج شريك في وقت ستشهد فيه المملكة قفزة في استثمارات صندوق الاستثمارات العامة بواقع 3 تريليونات ريال حتى عام 2030، تدعمها 4 تريليونات ريال سيتم ضخها تحت مظلة الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، وهو ما يُعد قوة مالية ضخمة ستدفع بجهود التنويع الاقتصادي لآفاق أرحب. ويوفر برنامج شريك بما يحمله من صيغة تشاركية فاعلة، فرصاً هائلة للشركات الكبرى للتقدم بسرعة نحو المستقبل بطريقة تتصف بالمرونة، وبما يمنح القطاع الخاص حوافز قوية وطويلة الأمد.