تواصل أديس بابا خرق المواثيق والاتفاقيات الدولية، وفرض سياسة الأمر الواقع في قضية سد النهضة، إذ أكدت وزارة الخارجية الإثيوبية أنها ستقوم بالتعبئة الثانية لسد النهضة وأنه لا علاقة للمفاوضات بذلك. وفي سياق ذلك، واصلت مصر اجتماعها مع البروفيسور ألفونس نتومبا منسق خلية العمل المعنية برئاسة جمهورية الكونغو الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي الذي يزور القاهرة حالياً؛ لإيجاد حلحلة لأزمة ملف سد النهضة. وقال وزير الري السابق الدكتور محمد نصر علام إن إصرار إثيوبيا على البدء في ملء وتخزين السد، دون توقيع اتفاق نهائي مع دولتي المصب مصر والسودان يقلص فرص الحلول الدبلوماسية والسياسية، مؤكداً أن مصر تسير عبر الطرق القانونية والمفاوضات حتى الرمق الأخير لإنهاء تلك الأزمة المعضلة. وأضاف، أديس أبابا تمارس ضغوطا كبيرة على مصر والسودان للحصول على أفضل مكسب ممكن، فهي مازالت متمسكة بوجهة نظرها المتعنتة لتحقيق كسب أكبر من التنازلات قبل التوصل إلى أي اتفاق ملزم مع مصر والسودان، لافتاً إلى أن زيارة المسؤول الكونغولي للقاهرة بصفة بلاده رئيساً للاتحاد الإفريقي حالياً مهمة لاطلاعه على التحركات المصرية التي جرت خلال العام الماضي. وأوضح علام ل«عكاظ» أن الحكومة الإثيوبية اعتادت بين الحين والآخر إصدار تصريحات استفزازية لإثارة مشاعر المواطنين في مصر والسودان، لأهمية مياه النيل لشعبي البلدين، مطالباً بالوصول إلى حل جذري للمشكلة والعمل على تقريب وجهات النظر. وحذر وزير الري السابق من استمرار هذا التعنت الإثيوبي، مبيناً أن بلاده لديها خطوات سياسية أخرى بوضع العالم أمام مسؤولياته، خصوصاً أن مصر تتمسك بحقها الكامل في مياه النيل في ظل الثقة المشتركة بين الدول. وأشار إلى أن الحقوق والالتزامات واضحة ولا تقبل التنصل منها في أي زمن وأن تنفيذ إثيوبيا قرارها ببدء ملء السد في يوليو القادم بغض النظر عن الوصول إلى اتفاق مع مصر والسودان يمثل إعلان حرب من وجهة نظر القاهرة.