بينما يحتفل الديمقراطيون الليبراليون؛ بهزيمة الرئيس الأمريكي ترمب والذي تبقى على نهاية ولايته 48 ساعة؛ يتهيأ الفريق الجديد لإدارة بايدن للدخول للمسرح السياسي ويدلفون للبيت الأبيض الذي يشبهه المراقبون ببيت العنكبوت؛ كون إدارة بايدن المشابهة لتلك التي كان يترأسها أوباما، تتسلم الحكم وسط تحديات اقتصادية وصحية وانقسامات داخلية لم تشهد لها مثيلاً خصوصاً بعد اقتحام الكونغرس الذي أساء كثيراً لسمعة الديمقراطية الأمريكية.. وينصّب جو بايدن غداً (الأربعاء 20 يناير) في عاصمة أمريكية ستظهر وجهاً غير مألوف مع تحويلها إلى حصن منيع وانتشار قوات الجيش في كل الشوارع.. ووضع الرئيس الديمقراطي المنتخب مراسم تنصيبه تحت عنوان «وحدة الأمريكيين» وسيحيط نفسه بالرؤساء الأمريكيين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون وجورج بوش من أجل مد اليد إلى بلد منقسم وجريح. وانطلقت مظاهرات مؤيدة لترمب مقررة أمام أبنية رسمية في كل ولاية بهدوء مع مجموعات صغيرة من المتظاهرين المسلحين في ولايات مثل أوهايو وتكساس وأوريغون وميشيغن على ما ذكرت وسائل إعلام أمريكية. وتنتظر الرئيس جو بايدن عدة تحديات أولها تهدئة الخلافات بين المواطنين جراء الانقسامات التي خلفتها عهدة الرئيس المنتهية. كما أن محاربة جائحة فايروس كورونا ستحظى بالأولوية في برنامجه؛ نظراً لما تسببت فيه من خسائر بشرية واقتصادية. وكان بايدن قد مهد الطريق لحل قضايا العنصرية والهجرة بتعيينه كامالا هاريس نائبة له، وهي أول امرأة تعين في هذا المنصب في تاريخ أمريكا وهاريس هي ابنة لأم هندية وأب يتحدر من جامايكا. هذا الانقسام يفرض تحدياً رئيسياً لبايدن، كونه وضع «توحيد» الأمة الأمريكية مرة أخرى بعد سنوات من الشقاق كواحد من أهم أهدافه؛ ولكن كما هي العادة، فإن تحقيق الأهداف يتم عن طريق الكونغرس، حيث يكون السعي نحو التوافق ما بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وهو في ضوء الوضع الحالي ربما يكون من المستحيلات مثل طائر العنقاء والخلّ الوفي كون الديمقراطيين يسيطرون الآن على المجلسين بامتياز. وتعهد بايدن بأنه سيسعى كرئيس للولايات المتحدة إلى توحيد البلاد و«حشد القوى» لمواجهة وباء كوفيد-19، وإعادة بناء الازدهار الاقتصادي وتأمين الرعاية الصحية للأسر الأمريكية واجتثاث العنصرية المنهجية من جذورها كون ما جرى في الانتخابات لا يعكس فقط تنافساً ما بين أشخاص أو أحزاب وإنما يعكس انقساماً عميقاً في الأمة الأمريكية. فالانقسام الأمريكي يدور حول الصورة التي يريدها الأمريكيون لأنفسهم في عالم اليوم، وهل هو في إطار «العولمة» أم «الدولة القومية»، وكلاهما في حالة تصادم يمثل تحدياً هائلاً لكل من يجلس في البيت الأبيض. ولازال لدى ترمب المغادر أصوات تعدت 75 مليون صوت وهو ما يمثل قاعدة كبيرة للولاء له..