تواصل أمس تسارع تفشي وباء كوفيد-19، الذي يسببه فايروس كورونا الجديد، خصوصاً السلالتين الجديدتين اللتين تأكد أنهما تعرضتا لتحورات وراثية أدت إلى ذلك التفشي الجنوني الذي يشهده الكوكب. وفيما تنشغل الولاياتالمتحدة بمعارك ساستها من الديموقراطيين والجمهوريين ضد الرئيس المنصرف دونالد ترمب؛ انشغل كوفيد-19 بتدمير حياة ملايين من سكانها. فبعدما ارتفع العدد التراكمي لإصاباته عالمياً إلى أكثر من 90 مليون نسمة؛ قفز عدد المصابين بالولاياتالمتحدة إلى 22.70 مليون نسمة. وبالتوازي مع ذلك قفز عدد وفيات الولاياتالمتحدة أمس إلى 381.480 وفاة منذ اندلاع الجائحة. وانضمت بريطانيا -كما توقعت «عكاظ» أمس- إلى روسيا (الرابعة عالمياً) من حيث تجاوز عدد إصاباتها حاجز 3 ملايين نسمة. ولم يخل الأحد من تسجيل أرقام قياسية في أرجاء المعمورة. من ناحية أخرى؛ وقع انشقاق خطير في وجهات النظر بين علماء اللقاحات الأوروبيين والبريطانيين، بشأن قرار بريطانيا تطويل الفاصل الزمني بين جرعتي اللقاح، لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من السكان للحصول على الحماية المطلوبة قبل الحصول على الجرعة الثانية. وقالت الوكالة الأوروبية للأدوية أمس إن تغيير طريقة استخدام لقاحات كوفيد-19 سيهدد بتخفيض فعاليتها. وأضافت الوكالة أن الشركات الصانعة للقاحات لم توفر بيانات كافية بشأن عواقب تمديد الفترة بين جرعتي اللقاح، أو إعطاء الشخص الجرعة الأولى من لقاح بعينه، والثانية من لقاح آخر. وكانت بريطانيا قررت تمديد تلك الفترة من ثلاثة أسابيع إلى 12 أسبوعاً. وأفتى علماؤها بإمكان أن تكون الإبرة الأولى من لقاح فايزر-بيونتك، والثانية من لقاح أسترازينيكا/ أكسفورد البريطاني. وواضح أن بريطانيا أفادت من طلاقها من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، لتتحلل من الانصياع للقيود التي تفرضها الوكالة الأوروبية للأدوية. ويبرر العلماء البريطانيون قراراتهم في هذا الشأن بأنها صادرة عن حاجة ماسّة إلى كبح تسارع تفشي وباء كوفيد-19، في أتون تفشي سلالة جديدة لا يمكن السيطرة عليها. ويبدو أن السياسة البريطانية وجدت صدى في نفوس مسؤولين صحيين بالولاياتالمتحدة. فقد أعلن الرئيس المنتخب جو بايدن أمس الأول أنه سيصدر قراراً باستخدام كمية اللقاحات الموجودة في المستودعات الإستراتيجية لتكون جاهزة للجرعة الثانية لمن أخذوا الإبرة الأولى، على أمل تطعيم عدد أكبر من السكان. وذكرت جمعية المناعة البريطانية أمس أن البيانات المتاحة تؤكد أن الإبرة الأولى من اللقاح تتيح قدراً كافياً من المناعة ضد الفايروس، بينما تكون أهمية الإبرة الثانية على المدى الطويل.