ذلك هو ما أمكن فهمه من تصريح مدير منظمة الصحة العالمية تادروس غبريسيوس، الذي قال أمس الأول إن النتائج الإيجابية بشأن تجارب اللقاحات تعني أنه آن للعالم أن يحلم بنهابة الوباء العالمي. لكنه أكد أيضاً أنه بينما يمكن وقف تفشي فايروس كورونا الجديد؛ إلا أن الطريق لا تزال وعرة للمضي إلى الأمام. وفيما يتهيأ البريطانيون لأخذ أول جرعة من لقاح شركتي فايزر-بيونتك الأربعاء؛ أضحت البحرين أمس ثاني دولة في العالم تعتمد هذا المصل. ونشرت الصحف البريطانية أمس صور شاحنات محملة بجرعات اللقاح من مصنع فايزر في بلجيكا، وبعد وصولها إلى بريطانيا. وقالت بلومبيرغ أمس إن إقرار بريطانيا لهذا اللقاح جعلها تتجاوز الدول الأوروبية بمراحل زمنية بعيدة. وأعلنت الشركتان الصانعتان للقاح أمس أنهما توشكان على تحقيق هدف إنتاج 50 مليون جرعة هذا العام. وأوضحت بيونتك الألمانية أنها تتطلع خلال 2021 لإنتاج 1.3 مليار جرعة من لقاحها. وذكرت الشركتان أنهما وقعتا اتفاقات مع دول العالم لتزويدها بما مجموعه 570 مليون جرعة، ولا تزالان تتفاوضان مع عشرات الدول للحصول على مزيد من الجرعات. مشكلة مناهضي التطعيم وأضحت مشكلة كثير من البلدان تتمثل في تزايد نشاط الجماعات المناهضة للقاحات. والأشد إثارة أن شريحة عريضة من سكان بريطانيا -مثلاً- أكدوا أنهم لن يتطعموا، لأنهم لا يعرفون الآثار الجانبية التي يمكن أن تنجم عن إبرة اللقاح. غير أن الشركتين وجهات صحية وأكاديمية في أرجاء العالم شددت على مأمونية لقاح فايزر-بيونتك، ونجاعته التي تفوق 95%. وأشارت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أمس إلى أن الحكومة البريطانية قررت منح أي شخص يثبت أنه عانى تأثيرات جانبية شديدة من جراء خضوعه للتطعيم مبلغ 120 ألف جنيه إسترليني (6 ملايين ريال). وأضافت أن الحكومة أضافت إبرة لقاح كوفيد-19 إلى الحالات المشمولة بالتعويض في قانون تعويضات أضرار اللقاحات لسنة 1979. وتقول وزارة الصحة البريطانية إنها تفضل تسوية أي نزاعات بهذا الشأن من خلال التعويض المباشر، بدلاً من الذهاب الى المحاكم. وفي السويد، وهو مثال آخر، اضطرت الحكومة في استوكهولم إلى الاعتراف أمس بأنها لحاجة إلى بذل جهود جبارة لإقناع مواطنيها الرافضين للقاح بجدواه ومأمونيته. وكان 46% فقط من السويديين قالوا إنهم سيخضعون للقاح، فيما تمسك 26% من السويديين بأنهم لن يتطعموا مهما يكن شأن الفوائد المرجوة من اللقاح. وقال كبير مستشاري مكافحة الأوبئة السويدي البروفسور أندريس تيغنل أمس إن مستوى القبول الشعبي للتطعيم في السويد متدن جداً في الوقت الراهن. وخضع الشعب السويدي لحملة تطعيم كبرى في عام 2009، لمنع تفشي فايروس إنفلونزا الخنازير. وشكا عدد من السويديين على الأثر من إصابتهم بما يعرف بالنوم الإنتيابي، خصوصاً وسط الأطفال والمراهقين. وكان تيغنل أحد المشرفين على تلك الحملة. وقد وصف ذلك بأنه «أمر مؤسف جداً جداً».