شدد وزير الخارجيّة الأمريكي مايك بومبيو اليوم (الجمعة)، على أن الولايات المتحة ليست «جمهورية موز» حتى يحدد العنف كيفية ممارسة السلطة. ورد بومبيو على «العديد من الأشخاص» الذين شبّهوا الولاياتالمتحدة بجمهوريّة الموز، بمن فيهم الرئيس السابق جورج بوش الابن، بعد اقتحام أنصار دونالد ترمب مبنى الكابيتول في واشنطن للضغط على المشرّعين. وقال بومبيو المقرّب من الرئيس الجمهوري، في رسالة عبر تويتر، إنّ «هذا الافتراء يكشف عن فهم خاطئ لجمهوريّات الموز وللديموقراطيّة في أمريكا». وتابع: «في جمهوريّة الموز، العنف الشعبي يُحدّد (كيفية) ممارسة السلطة. في الولاياتالمتحدة، تقوم قوات الأمن بوقف العنف الشعبي حتّى يتمكّن ممثّلو الشعب من ممارسة السلطة». وأدان كل من الرئيسين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون، أعمال العنف التي ملأت أروقة الكابيتول، أحد أهم الأبنية في الولاياتالمتحدة، مساء الأربعاء. وقبل أقل من أسبوعين على رحيله وضعت عاصفة اقتحام مبنى الكابيتول الرئيس دونالد ترمب في وضع لا يحسد عليه، على الرغم من إدانته اليوم لأعمال الشغب والعنف. ويبدو أن ساكن البيت الأبيض الذي هزته عدة استقالات خلال الساعات الماضية، تلقى طعنة من أحد أقرب المقربين له، ألا وهو وزير خارجيته مايك بومبيو، إذ كشفت 3 مصادر مطلعة لشبكة «سي إن بي سي»، أن بومبيو ووزير الخزانة ستيفن منوتشين أجريا محادثات غير رسمية حول التعديل الخامس والعشرين الذي يتيح عزل الرئيس من منصبه. إلا أن عدة أسباب أبطأت تلك المساعي، بحسب المصادر، منها أن العملية القانونية نفسها ستستغرق أكثر من أسبوع، ما يلغي أي تأثير فوري لها، فضلا عن وجود مخاوف من أن تؤدي عملية إجبار ترمب على التنحي إلى زيادة منسوب حدة التوتر لدى أنصاره، فضلاً عن جعله بطلاً لليمين المتطرف، ما يؤدي إلى نتائج سيئة على المدى الطويل أكثر من كونها جيدة على المدى القصير. أما عن الحل الذي تم التوصل إليه حاليا، قال مسؤول كبير سابق في الإدارة الأمريكية إن «الخطة العامة تقضي الآن بترك الوقت ينفد». لكن مسؤولا بوزارة الخارجية الأمريكية إجراء مثل تلك المحادثات. وقال إن بومبيو ربما كان يجمع المعلومات استعداداً لطرح التعديل 25 على طاولة مجلس الوزراء، حتى لو لم يكن هو نفسه مستعداً لقيادة هذا المسعى شخصياً. وطالب برلمانيون ديموقراطيون في وقت سابق نائب الرئيس مايك بنس ووزراء الحكومة بالتصويت على تنحية ترمب بموجب التعديل الخامس والعشرين للدستور الذي يسمح لنائب الرئيس وغالبية أعضاء الحكومة أن يقيلوا الرئيس إذا ما وجدوا أنّه «غير قادر على تحمّل أعباء منصبه». لكنّ صحيفة «نيويورك تايمز» أفادت بأنّ بنس يُعارض اللجوء إلى هذا التّعديل، رغم مطالبات الديموقراطيّين وبعض الجمهوريّين. وفي حين لم يتحدّث بنس علناً عن إمكان اللجوء إلى مثل تلك الخطوة التي لم يسبق استخدامها في تاريخ الولاياتالمتحدة، فقد نقلت الصحيفة عن مصدر مقرّب منه قوله إنّ نائب الرئيس يُعارض تلك الخطوة الراديكاليّة. وأفادت الصحيفة بأن موقف بنس مدعوم من العديد من الوزراء الذين سيكون تأييدهم ضرورياً لتنفيذ التعديل الخامس والعشرين. وأضافت أن هؤلاء المسؤولين «يرون أنّ إجراءً كهذا من شأنه أن يزيد من الفوضى الحاليّة في واشنطن» بدلاً من حلحلتها. وكانت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي دعت (الخميس) إلى تنحية ترمب، معتبرةً أنه بات «شخصاً خطيراً للغاية وينبغي أن لا يستمرّ في منصبه».