مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، أمير القيادة والإدارة والشعر والتطوير. صعب الحديث عن شخص بقامة ابن الفيصل -رحمه الله- أمير ملهم في شعره في قراراته في شجاعته في حبه للحق والإنصاف أمير السياحة والإبداع والفن والفروسية، أشعاره وقصائده تتحدث وتعبر عن شخصيته ورؤيته التي تجسد بعضها في كتابه (إن لم.. فمن؟) وآخر قصائده عن الدين والوطن والقيادة والتاريخ والتراث والإنسان السعودي الذي يفتخر به -أرفع راسك أنت سعودي- تجسدت في قصيدته الرقم الصعب. قد لا يعلم الكثيرون من العامة وحتى من متابعي ومحبي الرياضة وخاصة كرة القدم أن الأمير خالد الفيصل كان أول مؤسس للرياضة السعودية عندما أنشئت الإدارة العامة لرعاية للشباب في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وصدر قرار وزاري بتعيينه -حفظه الله- مديراً عاماً لرعاية الشباب عام 67م قبل أكثر من 50 عاما. وأن من أهم منجزاته وخططه وأهدافه التطويرية التي نفذها اقتراح بطولة الخليج لكرة القدم وتنفيذها والكل يشهد في السعودية والخليج والعالم العربي والاتحادين الآسيوي والدولي الأثر الكبير لهذه البطولة على الصعيد الرياضي والثقافي والاجتماعي لدول الخليج التي اجتمعت قبل أيام في العلا بقيادة ورئاسة الوالد القائد الحازم ملك العزم سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله. إن تلك الخبرة والمعرفة بالرياضة عبر التاريخ والزمان جعلت من قرار الأمير بتعيين اللاعب الإنسان الخلوق أحمد عيد مستشاراً للجنة الشبابية في مجلس منطقة مكةالمكرمة قراراً صائباً في محله. أحمد عيد نموذج مثالي للاعب الذي تدرج كابتناً للفريق بالبراعم والناشئين والشباب والأولمبي والفريق الأول بالنادي الأهلي ومثله في المنتخبات السعودية ثم عضواً في مجلس إدارة النادي ورئيساً له وكذلك عضوا بمجلس إدارة اتحاد القدم ثم رئيساً له مع ما يحمله من خلق وأدب وعلم جعلت منه الشخصية المثالية والنموذجية في القيادة والإدارة الرياضية. قد أحسن الأمير المؤسس للرياضة في الوطن بهذا الاختيار وأتمنى من وزير الرياضة أن يحذو حذوه باختيار القيادات الرياضية التي عملت وخدمت الرياضة السعودية عبر الأزمان ولديها الرغبة والاستعداد والطموح بالاستمرار في خدمة الوطن من خلال البوابة الرياضية والاستمرار في ذلك ودعمها ووضعها في الاتحادات الآسيوية والدولية حتى تستطيع أن تؤدي دورها في التأثير والتفاعل مع القرار الرياضي الآسيوي والدولي في جميع الألعاب والرياضات، وهذا ما أكدت عليه دراسة واقع ومكانة التأثير السعودي في القرارات الرياضية التي أعدت خلال رئاسة الأمير عبدالله بن مساعد وإن كان من نموذج لذلك فهو بلا شك سعادة د. صالح بن ناصر الذي خدم الرياضة لعقود واستمر في عمله الآسيوي والدولي بالرغم من تغير القيادات. للأستاذ أحمد عيد ود. صالح بن ناصر أستاذ الأجيال الرياضية والشبابية والإعلامية فضل كبير بدعمي في مهمة اعتماد أول نظام أساسي للاتحاد السعودي لكرة القدم وإنشاء اللجان القضائية ومحكمة التحكيم الرياضي السعودي خلال رئاسة الأمير سلطان بن فهد مع متابعة وتأييد الأمير نواف بن فيصل الذي شاور المقربين منه لاتخاذ القرار الأهم في مسيرته الرياضية بالاستقالة من اتحاد القدم والتحول المباشر إلى الانتخابات الكاملة لأعضاء مجلس الإدارة بالرغم من موافقة الاتحاد الدولي للتدرج الانتخابي من 50 إلى 75 وصولاً إلى 100% على عدة دورات متتابعة، وكنت ممن أيد التحول الكامل والدخول في مرحلة انتقالية تمهيدية رشحت الأستاذ أحمد عيد لرئاستها وحظيت بشرف إبلاغه المبكر بالقرار. ولحبه للرياضة واستقلالية القرار الإداري لرجل يقود مجلسا منتخبا كان من أول قراراته عزلي من بعض مناصبي في اتحاد القدم، وكان ذلك بالرغم من عدم قانونيته الأفضل للمصلحة العامة -من وجهة نظره- وساعدته في حينها بأن استقلت من باقي المناصب في اتحاد القدم بما فيها رئاسة لجنة الانتخابات. لكن الأهم هو أن قيم الرياضة والمنافسة الشريفة ظلت هي التي تحكم علاقة الود والاحترام بهذه الشخصية حتى اليوم، ليس فقط معي ولكن مع الجميع، ولذلك كان أفضل إنصاف وتقدير لأحد أهم ثروات الوطن الرياضية هو هذا التكريم بالتكليف من سمو الأمير المؤسس الأول للرياضة في قراره الحكيم للاهتمام بالشباب والرياضة في المنطقة، وكما سبق أن كتبت في مقالاتي السابقة عن شرح كتاب سموه (إن لم.. فمن؟) الذي نشر في ثلاث حلقات هنا في «عكاظ» بعنوان (خالد الفيصل في ظلال الكعبة) و(خالد الفيصل الأمير والإمارة) و(إن لم.. فمن؟)، هذا الكتاب نبراس لأمراء المناطق في إدارتهم للإمارة، ولذلك فإنني أتمنى من أصحاب السمو أمراء المناطق تشكيل لجان متشابهة لاختيار الشخصيات الرياضية الفاعلة ذات التاريخ والخلق والعطاء للمساهمة في دعم الرياضة والشباب والسياحة والترفيه والقيم والأخلاق في مناطقهم، كما يتطلع لها ابن الفيصل الأمير خالد الفيصل حفظه الله. majedgaroub@