من العلا حيث أكملت المملكة كل استعداداتها لاستضافة قادة الخليج اليوم؛ تعلن الرياض تدشين مرحلة جديدة من الشراكة الإستراتيجية بين دول المجلس؛ كون المملكة حرصت على الدوام على وحدة الصف الخليجي وتعزيز الوئام ورأب الصدع؛ وما استجابة المملكة لطلب أمير الكويت بفتح أجوائها مع قطر إلا بادرة حسن نية تعكس جدية والتزام المملكة بوضع أسس لحل الأزمة القائمة، وهو النهج الذي اتبعته منذ اليوم الأول، ترسيخًا لدورها التاريخي في عمل كل ما من شأنه تعزيز تماسك ولحمة الكيان الخليجي. المملكة التي كانت ولا تزال مع حل الخلافات الناشئة عبر الحوار تنظر بكل تقدير لجهود دولة الكويت المبذولة لحل الأزمة القائمة، واستجابتها لطلب أميرها الشيخ نواف تعكس ما يحظى به من مكانة عالية لدى أخيه خادم الحرمين وولي عهده. وأكد المراقبون الخليجيون ل«عكاظ»، أن المملكة بقرارها فتح أجوائها مع قطر تؤكد أنها مع كل الجهود السياسية الرامية لوضع حد للأزمة الحالية، انطلاقًا من كونها الشقيقة الكبرى لدول مجلس التعاون، ودورها المحوري في تعزيز مكانة المنظومة والعمل لما فيه خير ومصلحة دولها وشعوبها، معربين عن ترحيبهم بهذه الخطوة الجبارة. والمملكة على مدار تاريخها، لعبت دورًا قياديًا في تحصين مجلس التعاون ضد أي اختراقات، والترفّع به عن أي مهاترات، وتجنيبه أعتى الأزمات التي تربصت بأمنه وهددت دوله واستهدفت تماسك وحدته. وأضاف الخبراء أن تحصين البيت الخليجي والأمن الخليجي كان وسيظل كلا لا يتجزأ في وجهة نظر السعودية. واليوم يدخل مجلس التعاون مرحلة جديدة من الوئام، هذا المجلس الذي مرّ على مدار العقود الأربعة الماضية بالعديد من التحديات التي فاقت في تبعاتها الأزمة الحالية الطارئة، ومع ذلك عبر المجلس منها بقيادة المملكة وتعاون شقيقاتها إلى برّ الأمان. مهما بلغت حدة خلافات الأشقاء إلا أن أواصر الوحدة والمصير المشترك، التي أرسى دعائمها الآباء المؤسسون لهذا الصرح وسارت عليها القيادات المتعاقبة من بعدهم، تجعل من المجلس مظلة جامعة لتحقيق أمن دوله والمنطقة ومجابهة التحديات الإقليمية.