«الأندية» وجمعيات الفنون ستنتقل من «الإعلام» إلى «الثقافة» تم توجيه الدعوة لوزير الثقافة ونقدر انشغاله لن تتوقف إعانة الأندية لأننا في وطن الثقافة فيلم وكتاب يوثقان منجزات 50 عاماً أعددنا صيغة للمستقبل تتماهى مع رؤية 2030 تشكيل لجان للتحديث ومواكبة المستجدات سنؤسس جمعية للفلسفة والفكر تتفق النخب الثقافية في المملكة على دماثة خلق رئيس أدبي الباحة حسن بن محمد الزهراني، ولا غرابة أن تتكامل شخصيته الشعرية والتربوية والإدارية ليعزز في الأذهان صورة المثقف النابض بالأدب والوعي والعمل الخلاق، ويضطلع بدوره التنويري ويتفاعل مع المشهد الحيوي باحتواء الأسماء النوعية وطباعة الأعمال الإبداعية، ورغم ظروف جائحة كورونا دعا للاجتماع الدوري لرؤساء الأندية الأدبية وترأسه، وفي ظل ما دار من نقاشات وما صدر من توصيات أتاح ل«عكاظ» أن تنقل -عبر هذا الحوار- الطمأنة للقارئ بأن الثقافة في بلادنا أس حضاري يتماهى مع المراحل: • حرصتم على انعقاد جلسة الاجتماع السنوي لرؤساء الأندية الأدبية رغم الجائحة واعتذار ما يقارب النصف ما أثار الاستفهامات حول ما يستدعي عقد الاجتماع في هذا التوقيت، ألم يمكن عقده عن بُعد؟ •• تأخر هذا اللقاء كثيراً لأسباب عدة، كان آخرها جائحة كورونا وضرورة انعقاده تأتي من أهميته، ومع أن انعقاده كان ممكنا عبر وسائل التواصل عن بُعد، إلا أن اللقاء الحي أكثر حيوية وإنجازا، وهناك أمور تحتاج إلى نقاش مباشر، وتم عقد الاجتماع إثر اكتمال النصاب ومن كان لديه ظرف شاركنا عبر برنامج الزوم الذي أعددناه احتياطاً لمثل هذا، ومن غاب من الزملاء قدم لنا عذره وقبلناه، كما أن لمنطقة الباحه حقاً أن يتعرف الزملاء رؤساء مجالس الأندية الأدبية على معالمها السياحية وأجوائها الفاتنة ومواقعها التراثية العريقة. • ما سبب غياب مسؤول الوزارة المشرف على الأندية الأدبية؟ •• أنا في الحقيقه بصفتي رئيس الدورة التاسعة وممثلاً للزملاء وجهت الدعوة لوزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، منذ وقت ليس بالقصير، وتم تأجيل الاجتماع أكثر من مرة عشماً في حضوره، ولكن يبدو أن مشاغله حالت دون تلبية دعوتنا، ونحن نقدر انشغاله وندعو له بالعون. • هل انتقل الإشراف على الأندية الأدبية الثقافية من وزارة الإعلام إلى وزارة الثقافة كلياً؟ •• حسب ما وردنا أن هذا الانتقال تحت الإجراء، وأن الوزارتين في طور نقل شأن الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون من وزارة الإعلام إلى وزارة الثقافة، ونحن تحت أي المظلتين نؤدي رسالتنا الثقافية ونعمل بصفة مستقلة بحسب ما ورد في لائحة الأندية الأدبية التي تؤكد استقلاليتها وتحدد مهماتها، تحت أي وزارة كانت. ولن أنسى هنا توجيه شكري وشكر الزملاء في الأندية لوزير الإعلام المكلف وإدارة الشؤون الثقافية في وزارة الإعلام على ما وجدناه من اهتمام. • يبدو من التوصيات أنكم تتمسكون باستمرار الأندية بالصفة ذاتها دون إعادة هيكلتها وطرحها بصورة أحدث؟ •• نعم نحن متمسكون باستمرارية الأندية الأدبية، ولكن ليس بالصفة ذاتها، فنحن مع كل ما من شأنه الارتقاء بأدبنا وثقافتنا، وقد عملنا خلال العقد المنصرم على أن نجعل من الأندية الأدبية في المملكة منبرا لكل فروع الأدب والثقافة والفنون، واستقطبنا -بفضل الله- المبدعين في هذه المجالات، ففي أدبي الباحة على سبيل المثال أقمنا ملتقيات عدة للفن التشكيلي وخصصنا له مقراً في النادي، وللخط العربي وخصصنا له مقراً أيضاً، وملتقى المسرح وملتقى الإعلاميين، ولمجلس شباب المنطقة غيرها، وأحسب أن بقية الأندية لديها التوجه نفسه، فهي تفتح أبوابها لكل المبدعين والمبدعات في شتى المجالات. • هل لديكم تصور مسبق عن الأندية مستقبلاً بحكم فرض التقنية نفسها؟ •• الثقافة بما فيها الأدب كيان متحرك ومتطور ومتجدد وصالح لكل زمان ومكان ويسهل التعامل معه وإيصاله بكل الطرق والأساليب قديمها وحديثها، ومن ثمار اجتماعنا هذا وضع رؤية مستقبلية للأندية الأدبية تتوافق مع الرؤية الوطنيه 2030 وتتماهى مع إستراتيجية وزارة الثقافة من أجل صنع مستقبل مشرق لأدب وثقافة وطننا العزيز. • بماذا تستعيد الأندية دورها إثر معطيات وتأثيرات جائحة كورونا؟ •• أعتقد أن الأندية الأدبية كانت من أوائل الجهات التي كسرت رتابة الحياة خلال جائحة كورونا واستثمرت وسائل التواصل الحديثة لتفعيل نشاطاتها بإقامة برامج متعددة عن بُعد عبر برنامج الزوم وغيره من البرامج، ونجحت بامتياز في اختراق الفضاء الإلكتروني بنشاطاتها ليضاف هذا إلى رصيدها، ونحن على سبيل المثال في نادي الباحة بحمد الله بدأنا في أوائل أيام الجائحة في يوم الشعر العالمي 2020 بوضع هاشتاق تحت عنوان «الشعر في زمن الكورونا»، وشارك فيه الشعراء والشاعرات من كافة أنحاء الوطن العربي، وتجاوزنا هذا بحمد الله إلى إقامة ملتقى (المسرح العربي الأول في نادي الباحة الأدبي الثقافي) عبر برنامج الزوم بمشاركة 24 مسرحياً وفناناً من الجنسين من داخل المملكة وخارجها وأقيم بكامل أركانه، إذ كان هناك ثلاث ندوات طرحت فيها أوراق علمية مميزة وثلاث ورش عمل وثلاثة عروض مسرحية أحدها للأطفال وقراءات نقدية للعروض المسرحية، كما أنتجنا أيضاً في هذا الملتقى مسرحية «كينونة» التي تعتبر سبقاً لنادي الباحة الأدبي على مستوى الوطن العربي في تجربة (مسرحة الكهوف)، كما كرمنا 17 رائداً من الفنانين والفنانات والمسرحيين والمسرحيات السعوديين، وأقيم الملتقى تحت رعاية أمير المنطقة الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز، وكان ضيف الشرف الرئيس التنفيذي لهيئة الفنون الأدائية والمسرح سلطان البازعي، كما أقام النادي أيضاً مهرجانه الشعري الثالث تحت عنوان «إلا رسول الله» بمشاركة 43 شاعراً وشاعرة من أنحاء الوطن العربي، وأقمنا مسابقة وطنية للبراعم والشباب في اليوم الوطني إضافة إلى النشاطات والبرامج الأسبوعية التي يقيمها النادي عبر برنامج الزوم، ومن خلال متابعتي لبقية الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة في المملكة وجدتها تقوم بالدور نفسه. • الجيل الحالي والمستقبلي له أدواته الثقافية والمعرفية، متى نحتوي الشباب بالثقافة والأدب ومجابهة اختطاف الميديا؟ •• الشباب من أولويات اهتمامات الأندية الأدبية في جميع نشاطاتها المنبرية مثل الأمسيات والملتقيات وورش العمل والدورات التدريبية في شتى المجالات الثقافية وكذلك طباعة إصداراتهم الأولى، ولا أظن أن نادياً من أنديتنا يتهاون في شيء مما ذكرت، وهم حاضرون بقوة، كما أن الرؤية التي كانت أحد محاور اجتماعنا التاسع في نادي الباحة سيكون للشباب منها النصيب الأكبر، وأعتقد أن الشراكات التي عقدتها الأندية الأدبية مع الجامعات وإدارات التعليم أكبر دليل على اهتمامها بهم. • كيف تعمل الأندية في ظل توقف الإعانة السنوية؟ •• الأدب (حرفة الفقر) كما قال الشاعر؛ لذا لا بد له من ممول لأنه لم ولن يدر ربحاً رغم أنه أسُّ الحضارات ودليل رقي الشعوب، ولا أعتقد أن وطناً يقوده مثقف ورجل علم بقامة الملك سلمان بن عبدالعزيز ويرسم رؤيته المباركة الشاب الطموح محمد بن سلمان المثقف النابه سيوقف إعانة الأندية الأدبية، وهما يجودان في كل جوانب الرقي لوطننا، فهما يدركان أهمية هذا الشريان الحضاري النابض، بل إن العشم أن تتضاعف الإعانة لتؤدي الأندية الأدبية رسالتها الوطنية على أكمل وجه. • ماذا عن توجهكم لتأسيس جمعيات شأن جمعية الفلسفة تحت مظلة النادي؟ •• أقمنا بعض الأمسيات والندوات في الشأن الفلسفي والفكري، وقريباً بإذن الله يكون للفلسفة والفكر جمعيتها ونشاطها المتواصل والمتنامي تحت مظلة نادي الباحة الأدبي الثقافي. • ما أبرز توصيات اجتماع رؤساء الأندية الأدبية؟ •• مواصلة عقد الاجتماعات الدورية لمراجعة أعمال الأندية بصفة دورية ومتابعة أدائها والإفادة من التجارب والخدمات لما يحقق أهدافها في خدمة الأدب والثقافة، ويعزز من مبدأ التشارك والتعاون بينها، وبناء رؤية ثقافية للأندية الأدبية تعزز مكانتها الريادية وجهودها الثقافية وتاريخها المديد، وإمكاناتها البشرية وبنيتها التحتية، لتضطلع بدور ريادي جديد يستجيب لرؤية المملكة ويتكامل مع خطط وزارة الثقافة، وتشكيل لجان للتحديث ومواكبة المستجدات، وتوثيق البرامج ومنجزات الأندية التي شارفت على الخمسين عاماً، وما قدّمته للثقافة العربية والمحلية، وما تشكّله من ذاكرة ثقافية عميقة وعريقة، والإفادة من الوسائط الرقمية ووسائل التواصل الحديثة في نقل المخزون الأدبي وإطلاع الجيل عليه، وإعداد فيلم وثائقي عن المنجزات يختصر جهود الأندية، ثم الإفادة من أوعية تقنية أخرى، وإصدار كتاب يرصد منجزات الأندية الأدبية في العقد الماضي وفق استبيان معد لهذا الشأن، وتوثيق المنجزات والمبادرات في إصدار موحد في مدة أقصاها شهر من تاريخ الاجتماع، واتفق المجتمعون على الاستجابة للدعوة الكريمة التي قدمها رئيس نادي جازان الأدبي حسن الصلهبي؛ لاستضافة الدورة العاشرة.