على رغم البشارة التي حملها تطعيم مئات الآلاف باللقاح المانع للإصابة بفايروس كورونا الجديد، واصل كوفيد-19 تدمير حياة مئات الملايين في العالم الغربي، على ضفتي المحيط الأطلسي. ففي الولاياتالمتحدة تتحدث الأرقام عن ذلك التدمير. فقد تجاوز العدد الكلي للإصابات 18 مليون أمريكي. وارتفع عدد وفيات الوباء أمس إلى 323.404 وفيات. وبدا كأن أمريكا تنافس نفسها في تلك الأرقام القياسية المفزعة. فقد سجلت السبت 196.295 إصابة جديدة. وكانت سجلت 260.663 إصابة جديدة (الجمعة). وأضحى متوسط وفياتها بالوباء خلال الأسبوع 2889 وفاة يومياً. ويبدو-وهو حديث يحتاج إلى من يؤكده- أن نسخة متحورة من الفايروس اللعين تجتاح العالم في معظم أرجائه. فقد بلغ عدد الحالات الجديدة السبت 616.228 في أنحاء العالم. ولهذا قفز العدد التراكمي للإصابات خلال أقل من 24 ساعة من 76 مليوناً إلى 76.65 مليون نسمة منتصف نهار (الأحد). فأما الحديث عن النسخة المتحورة فهو ما ذكره رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون وعلماء إنجلترا، عشية قرار جونسون تصنيف لندن ضمن المسار الرابع الأشد تدابير، وإغلاقها بالكامل، ليلغي احتفالات نحو 16 مليون بريطاني بأعياد الميلاد. ولم يكن أمام البريطانيين مهلة تذكر سوى ساعات، إذ جاء إعلان جونسون وهم يزحمون الأسواق لشراء هدايا عيد الميلاد. وغرقت لندن وبقية أرجاء إنجلترا في الإغلاق المشدد اعتباراً من أمس (الأحد). وتمسكت الحكومة بأنها اكتشفت نسخة متحورة من الفايروس لديها قدرة على إفشاء عدواها بنسبة تفوق 70% عن النسخة السابقة. وطبقاً للتدابير بموجب المستوى الرابع -وهو الأعلى- فإن الأسر محظور عليها التلاقي داخل وخارج منازلها، في لندن وجنوب شرق إنجلترا. باستثناء 25 ديسمبر، وهو يوم عيد الميلاد. وبالطبع أثار الفايروس المتحور خوف عواصم الغرب بوجه عام. فقد سارعت هولندا إلى اتخاذ قرار بمنع قدوم أي رحلة جوية من المملكة المتحدة، لمنع وفود تلك النسخة الشريرة إلى أراضيها. وكان جونسون يأمل أصلاً إلى إعطاء شعبه حرية تدوم خمسة أيام للاحتفال بأعياد الميلاد. وأشارت صحف أمس إلى أن الحكومة تنوي تمديد عطلة المدارس أسبوعاً آخر بعد انتهائها مطلع يناير القادم. وأعلنت الوزيرة الأسكتلندية الأولى نيكلا ستيرغن أمس أنها قررت منع دخول أي قادمين من إنجلترا للأراضي الأسكتلندية لمنع وصول الفايروس المتحور إلى هناك. وستسري أحكام الإغلاق أسبوعين، على أن تتم مراجعتها في 30 ديسمبر. وازدحمت محطات القطارات الرئيسية، مثل بادينغتون، وسانت بانكراس، الليل قبل الماضي بمئات الآلاف من اللندنيين الذين قرروا الهروب من قيود الإغلاق إلى مناطق شمالي إنجلترا. ولم تكن بريطانيا وحدها في ما رُزئت به. فقد أعلنت إيطاليا والنمسا وألمانيا تدابير مماثلة خلال موسم الأعياد. وتشكو فرنسا من تفشٍ متسارع، خصوصاً بعدما أعلنت إصابة الرئيس إيمانويل ماكرون بالفايروس. وقالت فرنسا إنها سجلت 17.565 حالة جديدة (السبت). وأضافت أن متوسط عدد الحالات الجديدة يبلغ 13.605 إصابات يومياً خلال الأيام ال7 الماضية. ويقول العلماء إن الفايروسات تتحور من تلقاء ذاتها مراراً. وأشاروا إلى أن فايروس الإنفلونزا يتحور إلى درجة أن العلماء يضطرون إلى تطوير لقاح مضاد له كل عام. بيد أن فايروس كورونا الجديد يتحور بسرعة أكثر بطئاً.