طمأن وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور هاني جوخدار، المواطنين والمقيمين في المملكة، بأن لقاح فايزر ضد فايروس كورونا المستجد آمن، مؤكدا أنه تحصل على التطعيم أمس (الخميس) ولم يشعر بأي أعراض جانبية، سوى ما هو معتاد مثل أي تطعيم آخر من وجود ألم بسيط في موضع التطعيم إلا أنه اختفى. وكشف خلال مشاركته في برنامج «120» الذي عرضته قناة «الإخبارية» اليوم (الجمعة)، أن هناك إقبالاً للتسجيل للحصول على اللقاح، إذ تجاوز عدد المسجلين في تطبيق «صحتي» الراغبين بالحصول على التطعيم بلقاح فايزر ضد كورونا 300 شخص وذلك خلال ثلاثة أيام منذ إطلاق التسجيل، مشيرا إلى أن العدد في تزايد، موضحا أنه سيتم توزيع اللقاح حسب احتياج كل منطقة خلال الأسابيع الثلاثة القادمة، فيما سيتم إطلاق التطعيم في جميع مناطق ومحافظات المملكة خلال شهر يناير. وحول تسجيل لقاحات أخرى، أكد وكيل وزارة الصحة للصحة العامة أن هناك نية لاعتماد أي لقاح موجود وجاهز، مشيرا إلى أن آلية ذلك تتمثل في قيام المصنّع برفع الأوراق البحثية للتسجيل، وهناك اشتراطات للاعتماد في هيئة الغذاء والدواء. وقال إنه متى ما تم اعتماد لقاح آخر ضد كورونا غير لقاح «فايزر» فسيكون هناك شراء مباشر من الدولة، ولن تكون هناك مفاضلة بين لقاح فايزر وغيره من اللقاحات المعتمدة لأن اللقاحات المعتمدة ستكون جميعها آمنة وفعالة وأكملت الدراسات السريرية، مضيفا أنه عند التقدم للتطعيم لن يكون هناك اختيار من قبل المواطن أو المقيم للقاح معين كما هو معمول في جميع اللقاحات الأخرى في المملكة؛ لأنه لن يدخل المملكة إلا لقاح مأمون وفعال ودراساته مكتملة بشكل كلي، وآلية تصنيعه مقبولة ومعتمدة من قبل هيئة الغذاء والدواء، فاشتراطاتنا مشددة وصارمة جدا، ولن يجتاز إلا اللقاح النافع للمواطنين والمقيمين. وأكد الدكتور جوخدار عدم صحة حظر تطعيم مرضى القلب والصدرية بلقاح فايزر، بل إنه مهم لهم، والفئة التي لن يتم تطعيمها هي فئة النساء الحوامل والمرضعات، إضافة إلى من هم دون سن ال16 عاما، معللا ذلك بأنه لم تتم دراسة أي من لقاحات كورونا على الحوامل والمرضعات، أما ما يخص الفئة العمرية، فإن لقاح فايزر محدد لمن أعمارهم 16 سنة فأعلى، وهناك لقاحات أخرى محددة بفئة عمرية لمن هم في سن 18 عاما فأعلى، والآن بدأ البحث وإجراء الدراسات في فعالية ومأمونية اللقاحات على الأطفال، وعند انتهائها وثبوت مأمونيتها واعتمادها بشكل آمن سيتم إدراج الأطفال لأخذ هذا اللقاح. وحول سبب عدم شمول الأطفال في التطعيم بلقاح فايزر، أفاد بقوله: الأطفال ليسوا مستهدفين في البداية باللقاحات طالما أن اللقاح تأثيره أكبر على كبار السن من أفراد المجتمع، إذ إن مرض «كوفيد-19» ظهر بأثر كبير جدا في البداية على كبار السن، لذا كانت اللقاحات موجهة لهذه الفئة من المجتمع. وفي ما يتعلق بعدم رغبة البعض في الإقبال على أخذ التطعيم اللقاح، وتخوف البعض، أكد وكيل وزارة الصحة للصحة العامة أن اللقاح في المملكة اختياري وليس إلزاميا، ولكن عدم الحصول على اللقاح يعني استمرار الجائحة، وارتفاع أعداد المرضى المصابين بالأعراض الخطيرة، وستكون هناك وفيات كما رأينا في عدة دول لم تأخذ أي احترازات بما فيها اللقاح ودخلت في موجات غير مريحة جدا لا للمجتمع ولا للقطاع الصحي، فعدم أخذ اللقاح يعني استمرار الجائحة. وأكد الدكتور هاني جوخدار أنه تتم متابعة الحاصلين على اللقاح بعد التطعيم، وذلك عبر تطبيق «صحتي»، كما سيتم من خلال التطبيق رصد أي أعراض جانبية قد تظهر على من تم تطعيمهم، وهناك فريق في وزارة الصحة مسؤول عن سحب الأعراض الجانبية وتسجيلها ودراسة الغريبة منها وغير المدرجة، ويتم رفعها إلى هيئة الغذاء والدواء وتتم متابعة المرضى بشكل دائم. أما بخصوص تخوف البعض من اللقاح، بسبب اعتماده بشكل سريع مقارنة باللقاحات الأخرى، إضافة إلى أنه لقاح ذو تقنية جديدة غير معمول بها في اللقاحات الأخرى، شدد على أن اللقاح لم يتم إنتاجه واعتماده على عجل، إذ إن تصنيع اللقاح يأخذ فترات طويلة من الزمن لأسباب متعددة، منها سببان رئيسيان جوهريان: الأول هو أن الدافع للحصول على اللقاح بهذه السرعة غير موجود، ولكن في ما يخص كورونا لم نسمع عن جائحة جاءت على البشرية بهذا الشكل واستدعى إنتاج اللقاح السرعة الزمنية، فدائما يكون هناك تردد من الناس في المشاركة في البحث، لكن جائحة كورونا الكبيرة جدا جعلت الناس تندفع وراء تسجيل أسمائها للحصول على اللقاح، والسبب الآخر هو أن الدعم السخي من الدول لم يكن ليحدث لولا هذه الجائحة. وكشف الدكتور هاني جوخدار أن المملكة العربية السعودية أول دولة في الشرق الأوسط ورابع دول في العالم بعد إنجلترا والولايات المتحدةالأمريكية وكندا ف الحصول على لقاح «فايزر» وذلك بسبب الدعم السخي من الدول وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي كانت النواة في الاجتماع الطارئ لقادة دول مجموعة العشرين في شهر مارس، والذي شهد الاتفاق على إنشاء التحالف الدولي لتصنيع اللقاح، وهذا أعطى قوة مالية كبيرة لشركات التصنيع للتحرك سريعا. وأكد وكيل وزارة الصحة أنه لا توجد استثناءات لحصول أي فئة قبل فئة أخرى على اللقاح، وهناك ثلاث مراحل، وكل مرحلة تضم فئات معينة، ولن يتم الانتقال من فئة في أي مرحلة إلى فئة من مرحلة أخرى إلا بعد استيفاء الفئة الأولى السابقة لها، مشيرا إلى أن ال300 ألف شخص الذين سجلوا عبر تطبيق «صحتي» ليسوا جميعا من فئة كبار السن. وأفاد بأن التطبيق يتضمن تصنيفا للفئات، إذ يتم طرح بعض الأسئلة عند تسجيل الأشخاص، ويتم تصنيفهم حسب الفئة العمرية، والأمراض المزمنة، والسمنة المفرطة، والسمنة العادية، وهل هو من ضمن الممارسين الصحيين، أو من لديهم بعض الممارسات المهنية التي تتضمن تعاملا مباشرا لخدمة الجمهور، وهذه كلها تصنيفات للفئة الأولى، ولدينا نظام يصنف ويسحب البيانات من السجلات حتى يتم التعرف على من هم في هذه الفئة الأولى.