بادرت مصر بحجز كمية كبيرة من لقاح "فايزر" الأميركي، بعدما أظهر نتائج مشجعة في مراحله التجريبية، بينما تسعى الحكومة إلى سد احتياجات مصر من اللقاحات من مصادر متعددة. وأكدت وزيرة الصحة والسكان المصرية هالة زايد، في تصريحات صحفية مؤخرا، أن الوزارة بادرت بحجز 20 في المئة من احتياجات مصر من لقاح كورونا الذي تنتجه شركة فايزر الأمريكي، و30 في المئة من لقاح أوكسفورد في بريطانيا. وقال مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية محمد عوض تاج الدين، في تصريحاته إن هناك تواصلا كاملا مع "التحالف العالمي للقاحات"، الذي يستهدف توفير اللقاحات من جهات مختلفة بعد اعتمادها. وبحسب حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، فإن "اللقاح موضوع على أجندة الدولة المصرية لتوفيره في حال ثبت فعاليته ونجاحه بشكل كامل". وكانت شركة فايزر، قد أعلنت في وقت سابق، أن المرحلة النهائية من تجارب اللقاح المضاد لفيروس أسفرت عن نتائج جيدة بنسبة 90 في المئة. أسامة رستم، نائب رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات المصرية، قال في حديثه إن مصر بادرت بحجز 20 مليون جرعة لقاح فايزر، على أن يستفيد منها نحو 10 ملايين مواطن، حيث أن كل شخص بحاجة لجرعتين. لكن رستم نبه إلى أن نقل لقاح فايزر واستخدامه داخل مصر سيكون مشروطا بإجازته وتسجيله من السلطات الصحية الأميركية وتحديدا هيئة الغذاء والدواء (FDA)، إضافة إلى هيئة الدواء المصرية وهي الجهة المنوط بها الحفاظ على صحة المواطن المصري، وفقا لرستم. وأكد نائب رئيس غرفة صناعة الدواء أن نجاح التجارب على لقاح فايزر ضد كورونا بنسبة فعالية تزيد على 90 في المئة، حيث يسهم في قطع سلسلة عدوى الفيروس وهو ما يساعد على وقف انتشار الموجة الثانية من كوفيد-19 التي تضرب أوروبا بقوة في الوقت الحالي. ولمح رستم إلى أن هناك شركات عديدة بدأت في خطوط إنتاج لقاح فايزر دون انتظار تسجيله واعتماد من السلطات الصحية الأميركية. ووصف الدكتور أيمن أبوالعلا، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب المصري، مبادرة مصر بحجز حصتها من لقاح فايزر ب"خطوة إيجابية للتفاعل مع أي مصل من الأمصال التي أثبتت فعالية وحققت نتائج جيدة". وأعرب أبو العلا في حديثه عن أمله في التوصل إلى تأمين اللقاح مع أوائل عام 2021، للطواقم الطبية أولا باعتبارهم الفئة الأكثر عرضة للإصابة، وكبار السن، وكذلك أصحاب الأمراض المزمنة لأنها من الفئات التي لها أولوية قصوى. ومن الداخل الأميركي، قال الأستاذ الدكتور هاني عياش، أستاذ مساعد بجامعة نيويورك، إن النتائج الأولية للقاح فايزر تشير إلى أن نسب النجاح فاقت كل التوقعات المرجوة منه. ونوه عياش إلى أن شركة فايزر سترسل خلال الشهر الجاري كل المعلومات عن فعالية وسلامة اللقاح ل "FDA" للحصول على تصريح باستخدامه بصورة طارئة، نظرا لفعاليته، وعدم وجود مضاعفات خطيرة منه. وأضاف: "من المتوقع أن يتم طرح اللقاح في الولاياتالمتحدة خلال شهر ديسمبر المقبل بعد الحصول على الموافقات والمراجعة اللازمة من هيئة الغذاء والدواء. أمور معقدة وصعبة تقف أمام نقل لقاح "فايزر" من أماكن إنتاجه حتى توزيعه، حيث يقول الأستاذ المساعد في قسم القلب وأبحاث الحالات الحرجة بجامعة نيويورك: "هناك صعوبات في نقل اللقاح، حيث يحتاج في عملية النقل درجة حرارة من سالب 70 درجة إلى سالب 80". واستدرك: "لكن الشركة قامت بعمل نظام محكم مؤقت لتأمين ذلك، بوجود مصنعين واحد في ولاية ميشيغان، والآخر في بلجيكا". وردا على سؤال حول الفترة التي يستغرقها استمرار المناعة بعد أخذ اللقاح، أجاب عياش: "لا توجد أرقام مؤكدة عن مدة المناعة لكن كما أعلنت الشركة، فإنها ستكون بين 3 شهور إلى عام مما يعني أن اللقاح سيتم تناوله سنويا على غرار لقاح الأنفلونزا الموسمية". وأوضح عياش أن شركة فايزر ستقوم بطرح حوالي 30 مليون هذا العام، والعام المقبل 1.3 مليار جرعة للعالم. ووعد التحالف الدولي للقاحات بتوفير 20 في المئة من احتياجات سكان مصر من اللقاحات الآمنة، وفقا لتأكيد المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان في تصريح سابق. وتحدث الدكتور محمد عوض تاج الدين عن لقاح فايزر، قائلا إن "منظمة الصحة العالمية لم تجز حتى الآن لقاح فايزر، أو أي لقاح آخر حول العالم، ولم يتم بعد تداوله تجاريا". وشدد في هذا الصدد على أنه "لم يتم التوصل إلى نتيجة نهائية تؤكد فعالية أي لقاح وآثاره الجانبية". ومع ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا، طالب تاج الدين جميع المواطنين بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية لمكافحة الفيروس بلا أي تراخ، مع ضرورة إرتداء الكمامات. وامتدت الجهود المصرية إلى محاولات حثيثة لتوفير لقاح محلي "آمن وفعال" ضد كورونا. وقال المتحدث باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي: "انتهينا من مرحلة التجارب ما قبل الأكلينيكية على تصنيع لقاح محلي، لكننا لم نبدأ بعد تجاربا على البشر، وسيتم الإعلان عن نتائج اللقاح المصري حين ننتهي من التجارب". وفي ظل المخاوف من موجة ثانية لكورونا، حرص أسامة رستم نائب رئيس غرفة صناعة الأدوية، على التأكيد بأن مصر لديها مخزون ورصيد آمن من أدوية المناعة مثل فيتامينات الزنك وسى والبارسيتامول وغيرها وجميعها في متناول الجميع، لافتا إلى أن الدولة قامت بأخذ كافة احتياطاتها، ولديها خبرة من خلال التعامل مع الموجة الأولى لفيروس كورونا. كما أكد في هذا الصدد توافر مخزون آمن من الأدوية المخصصة في البروتوكولات العلاجية والمستخدمة في مستشفيات العزل لعلاج مصابي كورونا، مشددا على أن تلك الأدوية لا يسمح بتداولها في الصيدليات. وشهدت مصر زيادة في أعداد المصابين اليومية بفيروس كورونا في الفترة الأخيرة. ووفقا لخالد مجاهد المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، فقد وصل عدد الإصابات الإجمالي إلى 110547 حالة حتى السبت، من بينهم 100946 حالة تم شفاؤها، و6442 حالة وفاة.