فضوله الشديد بالتقنية وطريقة عملها منذ صغره، كان دافعاً للمبتكر الشاب أحمد كامل بوخمسين للانغماس في عالم الاختراعات التقنية. وحين رأى والداه اهتمامه بالأفكار الإبداعية، ساعداه لتفريغ شغفه التقني، بإهدائه الأدوات والقطع الإلكترونية للانطلاق في مشاريع علمية تناسب عُمره، ووجهاه إلى الكتب العلمية وكيفية قراءتها. وفي وقت أرشده معلمه حسين إسماعيل إلى الطريق الصحيح لمجال الاختراعات، كان يبادر للتخطيط لبرامجه الابتكارية وتنفيذها. أما بداياته مع الابتكار والاختراع، حين اكتشف معلمه موهبته أثناء المرحلة الابتدائية فأشركه في البرامج الطلابية للموهوبين بمدرسته، وأخرى صيفية إثرائية. ومع بداية المرحلة الثانوية كانت فرحته كبرى عندما اجتاز اختبارات القبول في برامج مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، عقب محاولات عديدة لم ييأس منها، بذل فيها وقتاً وجهداً مضنياً في إعداد نفسه وتهيئتها، ومنها انطلقت مشاركاته في المسابقات العلمية. وحين رأى أهمية وحيوية الابتكار والاختراع، زاد رغبة في تطويرها كأساسيات في حياة الناس، بعد أن كانت تستند سابقاً للظواهر الطبيعية. وبين دوافعه لخوض تلك المجالات بما فيها من تحديات وصعوبات، وإكمال مسار العلماء السابقين ممن استفاد منهم، توجه إليها بطموحات مستقبلية، ورغبة لتقديم شيء مفيد للجيلين الحاضر والقادم. ولما تعمق في ذلك الاتجاه، وجد أن كل جديد يتعلمه يزيده معرفة بالعالم حوله، بروزاً ووضوحاً. لم يعاتب البعض ممن وجدوا صعوبة في فهم ما يطرحه المخترع، ورفض مقولة «وجود جسر مفقود بين المخترع والمجتمع»، إنما يرى أن طريقة توصيل فكرة الابتكار هي المفتاح الأساس لنجاحه. وعن ضمانات حقوق المخترع وحماية الاختراع، يؤكد أنها تبدأ بتسجيل الابتكار لدى الجهات المتخصصة تمهيداً للحصول على «البراءة»، ثم مقاضاة من ينتهك استخدام الاختراع في أي نشاط دون علم المخترع أو موافقته. بين الحاضر والمستقبل هناك أمنيات وآمال، تبدأ من التطلع لتعلّم المزيد في عوالم المعرفة التقنية، ونشر العلم لأبناء وطنه ومساعدتهم في الوصول إلى أحلامهم. ولاستقطاب الجيل للتوجه صوب الابتكارات، طمأن الشباب المتقد بأن مجال الاختراع أصبح متاحاً لكل الطامحين صغاراً وكباراً. أما أفضل لحظاته مع اختراعاته، عندما يرى ابتسامة زائري المعارض والمسابقات العلمية إعجاباً باختراعه وفرحة بابتكاره، فيشعر بالفخر والاعتزاز لتقديمه شيئاً مفيداً للناس. ولما ازدحم ذهنه بالأفكار الابتكارية، احتار من أين يبدأ لأهميتها جميعاً، ولكنه كان يسجلها ثم يختار ما يراه أولوية لتنفيذها. من تلك المشاريع مشروع «استخدام الجبيرة الإلكتروميكانيكية في علاج القدم المخلبية»، وهي أحد تشوهات قدم الطفل عند الولادة، الملتوية إلى الداخل بسبب زيادة الأوتار بشكل غير سليم. ولأن أغلب طرق العلاج عالية التكلفة، فكَّر في تطوير الجبيرة اعتماداً على طريقة «بونستي» التي أثبتت الأبحاث العلمية فعاليتها. وفي مشروعه الآخر، وضع خوارزمية مبتكرة لتحليل الصور «البيكسل إيميج» وتحويلها إلى مسارات تجمع بين السرعة والسهولة والدقة، حفراً على المواد باستخدام مكائن «cnc» التي يستطيع المبتدئ أو الطالب التعامل معها دون الحاجة لتعلّم برامج متقدمة. وحين كان هدفه من الابتكار إيجاد فكرة إبداعية تجعل الخوارزميات الناتجة فعَّالة ومفيدة؛ فإن رؤيته في تطويرها هي تقوية قدرة الأجهزة الذكية على تحسين اللقطة وجعل «الخوارزميات» سريعة لتنميق الصورة قبل التقاطها.