في بداية غير متوقعة له، تحركت الهواجس العلمية للمخترع الشاب عبدالعزيز مشهور الشماخي منذ الطفولة في قرية «السلامة العليا» بمنطقة جازان.. وفي سن المراهقة عشق «الفيزياء» فتوجه صوب المشاريع العلمية الفيزيائية الهادفة لخدمة الوطن والمجتمع والإنسانية، فأعمل عقله نحو الاختراع والنظر للعالم بشكل علمي أوسع. وعندما وجد بجواره والدين شجعاه على الابتكار والاختراع، وكانا له قلب مفاعل، بدأ مشواره معهما نحو الاختراعات، فكانا شمسه وقمره اللذين يستظل بهما ويمنحانه الضوء للعبور نحو البحث والعلم، «والدي رحمه الله كان من أكثر المشجعين والمحفزين لي». وحين رأى تسارعاً علمياً وبحثياً من العلماء والباحثين والأطباء والمتخصصين؛ اكتشف أن الله لم يمنح الموهبة لأشخاص ويمنعها عن آخرين، إنما هي لكل البشر، فمن عمل وثابر وبحث وطور من نفسه يصل إلى ما يريد ويحقق السعادة للآخرين. ولما دخل مجال الاختراعات، وجد أن العالم يمتلك شيئاً كبيراً يستحق تسخير طاقة العلم والاختراع لخدمة المجتمع بأبسط الأعمال الابتكارية والريادية، وجعل الحياة أكثر بساطة للمجتمعات الإنسانية. وحينما كانت لديه عدة دوافع لخوض مجالات الابتكار والاختراع لخدمة الوطن وتعمير الأرض والمشاركة في التنمية السعودية المستدامة لتحقيق «رؤية 2030»، جاشت قريحته بعدة مشاريع وأفكار ابتكارية، إلا إنه تريث في تنفيذها لتخرج بالشكل المفيد. ومع تحسره على الجسر المفقود بين المخترع والمجتمع، لأن غالبية المتلقين يجدون صعوبة في فهم ما يطرحه المخترع، إلا أنه يرى الوعي بأهمية الابتكارات العلمية من خلال الوسائل الإعلامية، خصوصاً أن الدولة والقيادة أولت رعاية خاصة للموهوبين والمخترعين والمبتكرين بإنشاء عدة جهات ترعاهم وتنمي مواهبهم؛ مثل: مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهبة والإبداع (موهبة)، ومراكز رعاية الموهوبين بوزارة التعليم، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، ومدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية التي تدرب فيها لمدة 6 أشهر. عبدالعزيز سيكشف قريباً، كما قال ل «عكاظ»، عن مبدأ جديد في علم الفيزياء يشخص النظرية النسبية للضوء، يضاف لمشاريعه الابتكارية وأبحاثه العلمية السابقة؛ منها: بحثان عن «نظرية الأوتار في الكون»، واختراعه «القارب الذكي» الذي حصل به على كأس الإبداع في الدنمارك، وهو قارب متعدد الاستخدام يعمل على الطاقة الشمسية في المناطق الساحلية والمحيطات، يحتوي على «توربين» مساعد لتحريك القارب حسب الأماكن التي يراد الذهاب إليها، ويكشف عن الكائنات الحية على سطح الماء أو تحته، ويوفر بيانات المؤشرات البيئية في الوقت الحقيقي تستفيد منها فرق البحوث البيئية، ووجود وحدات استشعار للأغراض العامة التي تستخدم أجهزة «المودم» والبرامج القادرة على التواصل صوتياً وإرسال البيانات إلى المحطة الأساسية. ولم يقف عند اختراعه «القارب الذكي»، بل طوَّره بإضافة عدة أجهزة تعمل بشكل شبكي مع أجهزة قياس وجهاز الحاسب الآلي لكشف المواد المشعة المتسربة من أعمال التنقيب عن البترول، خصوصاً أن الكثير من المواد المشعة الطبيعية تعرِّض البيئة والإنسان لأنواع من الإشعاعات بطاقات مختلفة، وهذا الاختراع يعمل على تحديد هذه المواد المشعة وتركيزاتها في الوسط المائي حيث الثروة السمكية واستهلاك مياه الشرب والري والأعمال الصناعية.