في تحرك أممي يستبق قراراً أمريكاً متوقعا بتصنيف المليشيا الحوثية، كشفت مجلة «فورين بوليسي» أمس (الأربعاء) أن الأممالمتحدة نقلت موظفيها الأمريكيين وبعض العاملين في المنظمات غير الحكومية خارج مناطق مليشيات الحوثي شمال اليمن. ونقلت المجلة عن مسؤولين مطلعين على القرار، أن أكثر من عشرة أمريكيين يعملون لدى الأممالمتحدة ووكالات الإغاثة الدولية في اليمن نُقلوا مؤقتاً من مناطق سيطرة مليشيات الحوثي في صنعاء. وتحاول الأممالمتحدة ووكالات الإغاثة الدولية ثني إدارة ترمب عن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، إلا أن القرار الوشيك سيمنح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي يقوم بزيارة لإسرائيل والسعودية والإمارات هذا الأسبوع، انتصاراً آخر في إستراتيجيته المناهضة لإيران. ونقلت المجلة عن مصدر دبلوماسي قوله: «لقد كانوا يفكرون في ذلك منذ فترة، لكن بومبيو يريد تسريع هذا المسار، الذي يعد جزءاً من سياسة الأرض المحروقة التي تتخذها الإدارة الأمريكية منذ فترة». وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفثيث، كان يضغط خلال الأسابيع الأخيرة على الولاياتالمتحدة للتراجع، ومناشدة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التدخل بغية التأثير على بومبيو. وحث غوتيريش سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة كيلي كرافت، على إعادة النظر في خطط إدراج مليشيات الحوثيين كمنظمة إرهابية. كما ضغطت ألمانيا والسويد على الولاياتالمتحدة للتراجع، لكن يبدو أن الجهود تعثرت. ويرى المحللون أن التصنيف المتوقع لحركة الحوثي كمنظمة إرهابية يُعتبر أحدث تصعيد من جانب إدارة ترمب في إطار مواجهة إيران في الشرق الأوسط. واعتمادًا على ماهية الإجراءات التي قد تتخذها الولاياتالمتحدة لتصنيف الجماعة، فيمكن أن تتراوح العواقب من معاقبة كبار قادة الحوثيين إلى معاقبة جميع المنتسبين للحركة وإيقاع عقوبات جنائية بحق أي شخص يقيم تعاملات مالية أو تجارية مع الجماعة. من جهة أخرى، قتل ثلاثة مدنيين من أسرة واحدة الليلة الماضية (الأربعاء) إثر انفجار لغم أرضي زرعته مليشيا الحوثي الانقلابية، في محافظة الحديدة غرب اليمن. وأفادت مصادر محلية، أن لغما زرعته مليشيا الحوثي بالقرب من أحد منافذ الأسلاك الشائكة التي وضعتها مؤخراً في منطقة الجاح غرب التحيتا جنوب الحديدة، أودى بحياة ثلاثة مدنيين من أسرة واحدة.