تحتفل المملكة العربية السعودية بالذكرى السادسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتسنم مقاليد الحكم ملكًا للبلاد، وهي مناسبة عظيمة على قلوب أبناء هذه البلاد الغالية، وبالفعل يحق لهم الاحتفاء بها؛ لما حققه سلمان الحزم والعزم من إنجازات شامخة يفخر بها كل مواطن. وتدفع هذه المناسبة العظيمة أبناء الوطن لاستحضار الرؤية الثاقبة لملك الحزم وإستراتيجيته المستنيرة في التطوير والتجديد والإصلاح وإعادة بناء الدولة الحديثة وفق أسس عصرية للارتقاء بكفاءة الاقتصاد الوطني ومواكبة أي تقلبات اقتصادية بثقة وقوة وبعمل مستمر لمواجهة أي تحديات من خلال المشروع الوطني «رؤية 2030» الذي يهدف إلى تحقيق مستقبل مشرق للسعودية، لاسيما أن خطوات التنمية تسارعت وفق أهداف الرؤية الوطنية الشاملة والمستنيرة، والتي استوعبت متطلبات تنمية الوطن، وتلبية ما يحتاجه المواطن. وعلى المستوى العربي والإسلامي، تأتي هذه المناسبة في وقت يواصل فيه ملك الحزم إنجازاته في خدمة القضايا الإسلامية والعربية والتي يحقق المزيد منها يوماً بعد آخر، برؤيته الطموحة ونظرته الحكيمة، ما جعل السعودية تتصدى لدورها المحوري والطبيعي في مواجهة أي تحديات تهدد أمن واستقرار دول المنطقة، وفي الوقت ذاته، يواصل سلمان العزم جاهداً من أجل وحدة الصف العربي. ولم يكن انضمام السعودية لعضوية مجموعة العشرين مفاجئاً، خصوصا في هذا الوقت العصيب الذي يمر على العالم، فالمملكة تتميز بالعديد من الصفات التي أجبرت الجميع على احترامها واعتبارها واحدة من الاقتصادات المتينة، والتي يُبنى عليها الأمل في تحقيق الاستقرار العالمي، لاسيما أن المملكة تعد من أكبر الدول المصدرة للطاقة، وأكبر اقتصاد عالمي إقليمي في المنطقة، ناهيك عن أنها صاحبة الأيادي البيضاء في مجال دعم ومساعدة الدول الفقيرة، وفوق ذلك لم تتخل عن دورها ومسؤوليتها الدينية والعربية، وليس مستغربا أن تكون عضوا مؤسسا ودائما في أي منظمة أو اجتماع يهدف لحل مشكلات العالم وتحقيق الرفاه للشعوب. ولا يخفى على أحد ما تقدمه المملكة من خدمات جليلة لضيوف الرحمن كل عام في موسم الحج، إذ عملت على إنجاز مشروع توسعة الحرمين ورفع الطاقة الاستيعابية لاستقبال الحجيج والمعتمرين والزوار، كما تسعى جاهدة إلى تنفيذ المشاريع الضخمة والتحسينات المستمرت لاحتواء هذه الأعداد الهائلة من زوار بيت الله الحرام في فترة وجيزة من كل عام، بإشراف ومتابعة مباشرة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، حفظهما الله، وببذل وعطاء من كل مسؤولي الدولة ورجالها، وبدعوات ومساهمات كل موطني هذا البلد المعطاء ليتم الله على حجاجه أداء فريضتهم بأمن وأمان، وأن يعودوا لبلادهم سالمين مغفورا لهم. فالله أسأل أن يديم على هذه البلاد الطاهرة أمنها واستقرارها، وأن يوفق القائمين على الحرمين الشريفين. * رجل أعمال - عضو لجنة التنشيط السياحي بمحافظة الدرب