مهما يكن شأن تطورات نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية، بعدما تأكد فوز الديموقراطي جو بايدن بالرئاسة؛ فإن بطش فايروس كورونا الجديد سيكون محط الأنظار، ومثار القلق. فقد بدأ تفشيه يتسارع بشكل جنوني. وبلغ عدد الإصابات الجديدة في 7 نوفمبر الجاري حول العالم 509.848 حالة، بحسب جامعة جونز هوبكنز. وبعد أقل من 24 ساعة من بلوغه 50 مليون إصابة عالمياً، تخطاها الفايروس بنحو 303 آلاف. وإذا تحقق عدد مماثل أو مقارب من الإصابات الجديدة الأحد، فسيقترب العالم كثيراً من المليون ال51. وبلغ عدد الوفيات عالمياً 1.25 مليون وفاة. ولم تكُف أوروبا والولاياتالمتحدة عن تسجيل أرقام قياسية من الحالات الجديدة، والوفيات، وزيادة عدد المرضى المنومين في غرف الإنعاش الفائق. وقادت الولاياتالمتحدة العالم في البؤس الوبائي أمس، بإعلانها 126.742 إصابة جديدة الجمعة. وأعلن الرئيس المنتخب بايدن أنه سيعلن تشكيل فريق لمكافحة كوفيد-19 من 12 خبيراً. وارتفع العدد التراكمي للإصابات في أمريكا أمس إلى 10.18 مليون حالة بحسب إحصاءات موقع «ويرلدأوميتر»، فيما بلغ عدد الوفيات بالوباء 243.269 وفاة. وجاءت فرنسا تالية لأمريكا، بإعلانها أمس أنها سجلت 86.852 حالة جديدة السبت، وذلك لليوم الثالث على التوالي. وقالت وزارة الصحة الفرنسية إن مرضى كوفيد-19 شغلوا حتى الآن 78% من أسرّة العناية المكثفة. وجاءت إيطاليا لتعلن أمس أنها سجلت 39.811 إصابة جديدة، و425 وفاة خلال الساعات ال24 الماضية. وشمل تدبير الإغلاق العاصمة المالية للبلاد ميلانو، ومعظم المدن الصناعية الكبرى شمالي إيطاليا. ونقلت الإذاعة والتلفزة السويسرية عن منظمة الصحة العالمية قولها إن كانتون جنيف كان الأكثر إصابات بفايروس كورونا الجديد في أوروبا خلال ال14 يوماً الماضية. ولم يكن ثمة جديد في مدن القارة الأوروبية التي بدت شوارعها ومراكزها التجارية مهجورة بسبب الإغلاق، الذي شمل اليونان، وفرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا، والبرتغال، وتشيكيا، وإسبانيا، والدنمارك، والسويد. وقالت السلطات اليونانية إن على أي مواطن أراد الخروج من منازله أن يرسل رسالة نصية إلى السلطات للحصول على إذن بالخروج، إذا كان سبب خروجه وجيهاً. وفي الهند، الثانية عالمياً، تركزت الهجمة الفايروسية الشرسة في العاصمة نيودلهي. وقالت السلطات أمس إنها رصدت 45.674 إصابة جديدة خلال الساعات ال24 الماضية، كان نصيب نيودلهي منها 7 آلاف إصابة جديدة. وظل العدد في نيودلهي بهذا المستوى منذ أيام عدة، بعدما كان لا يتجاوز ألف حالة يومياً خلال سبتمبر الماضي. وتجاوز العدد الكلي للحالات في الهند أمس 8.5 مليون. وبمطالعة الإحصاءات التي تنشرها جامعة جونز هوبكنز، يمكن رسم صورة لتنافس محموم بين عدد من الدول التي يجتاحها الفايروس. فهناك تبارٍ بين إسبانيا والأرجنتين؛ إذ تحتل إسبانيا المرتبة السادسة عالمياً بنحو 1.39 مليون إصابة، فيما تحتل الأرجنتين المرتبة السابعة عالمياً ب1.23 مليون إصابة. ويشتد التنافس بين بريطانيا، -الثامنة عالمياً، ب1.17 مليون حالة، وكولومبيا التي تليها في المرتبة العالمية ب1.14 مليون إصابة. ويحتدم السباق الوبائي بين المكسيك وبيرو في أمريكا الوسطى؛ إذ تحتل المكسيك المرتبة العاشرة عالمياً ب961.938 إصابة، فيما تحتل بيرو المرتبة التالية ب 920.010 حالات. فايروس «ثعلب البحر» انتقل ل 6 دول في تفاقم للمخاوف من النسخة المحورة من فايروس كورونا الجديد، التي أعلنت الدنمارك أخيراً أنها قفزت من حيوان المينك (ثعلب البحر)، الذي تتم تربيته لاستخدام فرائه في المعاطف الراقية؛ أكدت منظمة الصحة العالمية أمس أن إصابات بالفايروس المتحور من حيوان المينك سجلت أيضاً في هولندا، والسويد، وإسبانيا، وإيطاليا، والولاياتالمتحدة. وسارعت بريطانيا إلى حظر قدوم أي مسافر من الدنمارك اعتباراً من فجر السبت، في مسعى لاحتواء هذه النسخة المحورة من فايروس كوفيد-19. وأبلغت السلطات البريطانية جميع قادة وأطقم طائرات شركتي الخطوط الجوية البريطانية وريان آير القادمين من الدنمارك بأن عليهم حجر أنفسهم لمدة 14 يوماً بعد هبوطهم. وشددت على أن الحجر يشمل عائلات تلك الأطقم الجوية. وقالت رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن أمس الأول، إنها أمرت بإبادة 17 مليوناً من حيوانات المينك التي تتم تربيتها في مزارع تجارية ضخمة. وعلى رغم أن الإصابات المتأتية عن الفايروس المنتقل من حيوان المينك قدرت بالمئات، إلا أن فريدريكسن قالت إن 12 إصابة فقط مصابة بالنسخة المتحورة من الفايروس. وأدى ذلك إلى فرض الإغلاق في نحو سبع مدن شمالي البلاد.