على رغم تكثيف علماء دول العالم مساعيهم لوقف نازلة فايروس كورونا الجديد من خلال الأدوية واللقاحات؛ يبدو أن هجمات الفايروس ستواصل استنزاف الإنسانية بلا رحمة. فبعد تسجيل 274.699 إصابة حول العالم خلال الساعات ال24 الماضية؛ تجاوز العدد التراكمي للحالات 33 مليوناً. وبات عدد وفيات العالم بوباء كوفيد-19 قاب قوسين أو أدنى من المليون. فقد ارتفع أمس إلى 998.927. وأجمعت توقعات خبراء الأوبئة أمس على أن تسارع تفشي الفايروس في الهند، التي يعمرها أكثر من 1.3 مليار نسمة، سيجعلها تقصي الولاياتالمتحدة قريباً جداً من تصدرها المشهد الوبائي العالمي، لتحل محلها. ففيما بلغ عدد الإصابات في الولاياتالمتحدة أمس 7.28 مليون، نجمت عنها 209.177 وفاة؛ سجلت الهند أمس (الأحد) العدد الأكبر في العالم من الإصابات في يوم واحد، وهو 85.362 إصابة جديدة، قفزت بالعدد الكلي للمصابين هناك إلى 7.99 مليون حالة، أسفرت عن 94.534 وفاة. وقالت وزارة الصحة الهندية أمس إنها سجلت 1.124 وفاة. وعلى رغم ضخامة عدد الإصابات الجديدة الأخير، فإن نيودلهي أعربت عن ارتياحها إلى أنه يمثل انخفاضاً بنحو 7 آلاف إصابة عن العدد القياسي البالغ 97.894 إصابة، الذي تم تسجيله في 16 سبتمبر الجاري. وأبدى المسؤولون الهنود ارتياحاً أيضاً إلى الحقيقة المتمثلة في أن الهند بها أكبر معدل للتعافي على مستوى العالم. فقد ارتفعت نسبة المتعافين إلى المصابين لتبلغ 82%، بحسب أرقام جامعة جزنز هوبكنز الأمريكية أمس. لكن خبراء الأوبئة في الهند حذروا من أن الأيام القادمة ستشهد مناسبتين يخشى أن تسفرا عن ظهور بؤر جديدة للتفشي المتسارع. وهما الانتخابات التشريعية بولاية بهار، حيث من المقرر أن يدلي نحو 72 مليون ناخب بأصواتهم. كما أن هناك مناسبة دينية يحتشد ملايين الهنود للاحتفال بها. وفيما حافظت البرازيل وروسيا على المرتبتين الثالثة والرابعة عالمياً على التوالي، لجهة عدد الإصابات (4.7 مليون و1.15 مليون إصابة على التوالي)؛ رسم المشهد الصحي البائس حصاراً من كل الجوانب تفرضه المستعمرات الإسبانية السابقة على إسبانيا، التي تعد من أشد الدول الأوروبية تضرراً من الأزمة الصحية. وتحتل إسبانيا المرتبة السابعة عالمياً ب735.198 إصابة، و31.232 وفاة. وتحاصرها كل من كولومبيا، في المرتبة الخامسة عالمياً ب806.038 إصابات، وبيرو في المرتبة السادسة ب800.142 إصابة، و32.142 وفاة. كما تحاصرها المكسيك الثامنة عالمياً ب726.431 إصابة، و76.243 وفاة، والأرجنتين التاسعة عالمياً ب702.484 إصابة، و15.543 وفاة. وفي بريطانيا، استمر تسارع التفشي مع اقتراب الشتاء. وبات أكثر من ربع عدد سكان الجزر البريطانية قيد الإغلاق والحجر المنزلي. وتنامت المخاوف من أن يطال الإغلاق العاصمة البريطانية. وتزايدت الضغوط السياسية على رئيس وزراء حكومة حزب المحافظين بوريس جونسون، بسبب الخلاف حول سياساته حيال الأزمة الصحية. واتهمته بعض الصحف على لسان شخصيات مناهضة للتدابير الاحترازية بأنه أضحى فريسة ل «العِلْم المجنون»، في إشارة إلى امتثاله لمشورة كبيري علماء وأطباء الحكومة، اللذين نصحاه بضرورة اللجوء إلى الإغلاق. وذكرت صحف أخرى أمس أن رئيس الوزراء يعاني صحياً من تبعات إصابته بفايروس كوفيد-19. وأكدت أنه يواجه أزمة مالية شخصية، وهو أمر نفاه متحدث باسمه. ولتزداد محنته، أكدت نتيجة استطلاع للرأي أجرته صحيفة «الأوبيرفر» أمس تقدم حزب العمال على المحافظين، وتفوق شعبية زعيمه سير كير ساترمر على شعبية جونسون.