لم تُغال «عكاظ» حين وصفت فايروس كورونا الجديد، في وقت سابق، بأن صناعة الأرقام القياسية هي صنعته، وبأنه ينافس نفسه في تحطيم الأرقام القياسية التي يصنعها. ومن شأن النظر إلى أرقام الحال الراهنة لوباء كوفيد-19 أن يؤكد ذلك الوصف. فقد سجلت 189 دولة في وقت متأخر الجمعة أكثر من 400 ألف إصابة جديدة، وهو رقم قياسي ليوم واحد. وبدأت بلدان القارة الأوروبية تسجل هي الأخرى أرقاماً مثيرة للفزع، وليس القلق وحده. ففي فرنسا- على سبيل المثال- أعلنت السلطات أنها قامت بتشخيص 32427 حالة جديدة خلال الساعات ال 24 الماضية المنتهية صباح (الأحد). وخلال أقل من عام منذ انطلاق فايروس كورونا الجديد في ووهان بالصين تجاوز عدد المصابين أمس 40 مليون نسمة؛ 8.34 مليون منهم في الولاياتالمتحدة، التي ارتفع عدد وفياتها بالوباء إلى 224283 وفاة. و7.5 مليون منهم في الهند، حيث تجاوز عدد الوفيات أمس 114064 وفاة. وأعلنت الهند تسجيل 61871 حالة جديدة و1033 وفاة خلال الساعات ال 24 الماضية. ومنهم5.11 مليون في البرازيل، التي تجاوز عدد المتوفين فيها بكوفيد 153690 شخصاً. ومنهم 1.4 مليون مصاب في روسيا. وعلى رغم أن روسيا ظلت تتربع على المرتبة الرابعة عالمياً منذ أشهر عدة، من حيثُ عددُ الإصابات، فإن قلب العاصمة الروسية موسكو لا يزال يعجّ بمرتادي المطاعم. وباستثناء النادلات، لا أحد يبدو حريصاً على ارتداء قناع على الوجه، للحماية من الفايروس، وذلك على رغم أن موسكو هي معقل التفشي الوبائي الراهن. فقد أعلنت السلطات الروسية (الجمعة) أكثر من 15 ألف إصابة جديدة، 30% منها في موسكو. ولم يعد بمستطاع أي باريسي أن يغادر بيته من التاسعة مساء حتى السادسة صباح اليوم التالي، اعتباراً من أمس الأول. ويشمل حظر التجول ثماني مدن أخرى في فرنسا. علاوة على تدابير أخرى شملت إغلاقاً مبكراً للمقاهي، والمطاعم. وأعلن رئيس وزراء إيطاليا غويسيبي كونتي أمس (الأحد) تدابير جديدة، في مسعى للجم الفايروس المنفلت. وبلغ عدد الحالات الجديدة في إيطاليا (الأحد) 10925 إصابة. وشملت التدابير الإيطالية الجديدة إغلاق المطاعم بحلول العاشرة مساء، وتغيير موعد الدراسة بالمدارس الثانوية، منعاً لتكدس الطلاب. أما بريطانيا، فليس بمستطاع أي لندني أن يدعو شقيقه، أو خاله، أو عمته إلى منزله! وسجلت بريطانيا أمس 16171 إصابة جديدة. وناشدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مواطنيها عدم التلاقي داخل البيوت وخارجها، بعدما بلغ عدد الإصابات الأحد 7695 حالة. والمشكلة الكبرى أمام الأوروبيين أن موسم نهاية السنة يقترب، ويصادف عيد الميلاد في 25 ديسمبر، والاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة (2021). وعلاوة على ذلك فإن الشتاء الأوروبي يقترب، حيث تتضاءل الحاجة إلى الخروج من المنازل، ما يشي بارتفاع مؤكد في تفشي عدوى الفايروس. وفي بلجيكا، قال رئيس الوزراء الإكسندر دي كرو إنه اعتباراً من اليوم (الإثنين) سيفرض حظر التجول من منتصف الليل إلى الخامسة صباحاً. وستستمر هذه التدابير أربعة أسابيع. وقال دي كرو إن الأرقام الحالية للإصابات أسوأ منها في مارس وإبريل الماضيين. ورجحت صحف بروكسل أمس أن يُصار في نهاية المطاف إلى اتخاذ قرار بإغلاق بلجيكا بالكامل خلال الأيام القادمة. ويحاول زعماء أوروبا كبح التفشي مع إبقاء الاقتصاد مفتوحاً. وهي معادلة يصعب التكهن بالرابح منها. وطالب اتحاد معلمي بريطانيا رئيس الوزراء بوريس جونسون، بحسب صحيفة «صانداى تلغراف» أمس، بإغلاق المدارس لمدة أسبوعين بعد عطلة منتصف القترة الدراسية التي ستبدأ نهاية الأسبوع الحالي. وبمطالعة عدد الحالات الجديدة خلال الأسبوع الماضي، فإن الدول الأشد مكابدة هي فرنسا، وبريطانيا، وروسيا، وهولندا، وإسبانيا. ومنذ اندلاع جائحة كورونا في ووهان بالصين في ديسمبر 2019، تفشى الفايروس في 210 دول ومناطق حول العالم. وانعكس التفشي في أوروبا على الترتيب العالمي للدول من حيث عددُ الإصابات والوفيات. فقد قفزت إسبانيا لتحتل المرتبة الخامسة عالمياً (982723 إصابة). وقفزت فرنسا لتحتل المرتبة الثامنة عالمياً ب 876197 إصابة. وأضحت المملكة المتحدة ال 11 عالمياً، ب 705428 إصابة. الوضع الصحي في السعودية يواصل التحسن في دليل جديد على إحكام إدارة الأزمة الوبائية، تراجع ترتيب السعودية أمس (الأحد) إلى المرتبة ال 22 عالمياً، بعدما تزايد عدد الإصابات في تركيا والفلبين، وإندونيسيا؛ التي أضحت تحتل المراتب ال 21، وال 20، وال 19 على التوالي، بحسب أرقام جامعة جونز هوبكنز، وموقع «ويرلدأوميتر». وتقدمت بنغلاديش (387295 إصابة) على ألمانيا (361733 إصابة). ولا يزال خطر استفحال التفشي الوبائي يهدد العراق (ال 15 عالمياً)، وتشيلي (ال 14)، وإيران (ال 13)، وجنوب أفريقيا (ال 12 عالمياً). أما أمريكا اللاتينية فهي أسوأ قارات العالم من حيث الوضع الصحي؛ إذ تحتل كل من الأرجنتين، وكولومبيا، وبيرو، والمكسيك، وتشيلي مراتب متقدمة ضمن الدول العشر الأشد معاناة من الوباء.