ليلة الثالث من نوفمبر 2020 لن ينساها 300 مليون أمريكي وعلى الأقل 500 مليون متابع في العالم؛ كونها ليلة كسر العظم لانتخابات رئاسية غير مسبوقة، قال عنها الرئيس الجمهوري دونالد ترمب أمس (الأربعاء) قبيل ظهور النتائج إنه حقق فيها النصر، وأنه تم تزوير الانتخابات. فيما أعلن المرشح الديمقراطي جو بايدن، أنه سيفوز بأكبر عدد من الأصوات في تاريخ أمريكا، وقال "بعد ليلة انتخابية طويلة نعقتد أننا فزنا بما يكفي من الأصوات، مؤكدا في كلمة مقتضبة ليل (الخميس) أن «خصومنا ليسوا أعداء»". وقال: سأفوز كديمقراطي وسأحكم كأمريكي. وأضاف أن الشعب الأمريكي فقط هو من يحدد الرئيس، مؤكدا أن «خلافاتنا لا تعني أننا أعداء وفي حال فوزي سأكون رئيسا لكل الأمريكيين». ودعا بايدن الجميع إلى التخلي عن لغة الحملات الانتخابية والبدء في الإصغاء لبعضنا البعض. وبحسب ما أعلنته حملة ترمب فقد طالبت بإعادة فرز الأصوات في ولاية ويسكونسن ووقف الفرز في ولاية ميتشيغان، كما ادعت فوزها في بنسلفانيا، فيما عزز بايدن تصدره في المجمع الانتخابي ب 253 صوتا، في خطوة وصفها المراقبون بأنها تقربه كثيرا من حسم السباق الرئاسي والاقتراب من البيت الأبيض.لقد تسمر الشعب الأمريكي أمام شاشة التلفزيون طوال ال 48 ساعة الماضية لمتابعة متتالية لأحدث الأخبار على منصات التواصل الاجتماعي، وطرح المراقبون السؤال الكبير، إن لم يعترف الرئيس الأمريكي ترمب بالهزيمة في حالة فوز بايدن أو شكك نائب الرئيس السابق جو بايدن في فوز ترمب، فهل يبدأ سيناريو كابوس أمريكي لانتخابات متنازع عليها؟ بالرغم من تأخر النتائج النهائية الرسمية، إلا أن ما بات واضحا من خلال ليلة الانتخابات التي مر عليها 72 ساعة هو أن الولاياتالمتحدة أصبحت منقسمة بشكل حاد، حيث أوضح المراقبون أن الناخبين الأمريكيين لم يعطوا ترمب ذلك النوع من التأييد المطلق الذي كان الرئيس الجمهوري يأمل فيه، فيما تأخرت عمليات إعادة فرز الأصوات، مع رفع دعاوى قضائية ضد بطاقات الاقتراع المرفوضة، ومخاوف من احتجاجات اضطرابات مدنية في عدد من الولايات. وحقق الرئيس ترمب فوزا في عدد الولايات المتأرجحة مثل تكساس التي تعتبر من الولاية الكبرى والمهمة، وحاز على 38 صوتا إضافيا في المجمع الانتخابي ورفع رصيده إلى 214صوتا كما فاز في فلوريدا، فيما سيطر بايدن على ميشيغان وويسكونسن بحسب أحدث استطلاعات الرأي. من جهتها، قالت صحيفة «واشنطن بوست» إن فوز ترمب بولاية تكساس وأصواتها ال38 في المجمع الانتخابى يسحق حلم الديمقراطيين بتكوين ما يسمى بالجدار الأزرق. وأكد المراقبون أن فوز أي من المرشحين في ولاية بنسلفانيا سيكون حاسما، والتي ستعلن نتيجتها غدا الجمعة كونها ستلعب دورا رئيسيا فى تحديد الفائز فى سباق البيت الأبيض؛ فهي تقدم 20 صوتا قويا للمجمع الانتخابي الذي يتطلب أي من المرشحين الوصول إلى 270 صوتا من أصوات المجمع لدخول البيت الأبيض.. فهل يدخل المرشحون مواجهة قانونية تلوح في الأفق.. عندها سيكون سيناريو كابوس خطير قد يهدد أمريكا. الذي نستطيع تأكيده هو أن النتائج النهائية مؤجلة.. فرز الأصوات البريدية.. المشكلة والحل.. الجدار الأزرق يتحطم، وأن أمريكا منقسمة.. وكسر عظم.. وهناك مخاوف من عنف.. والصراع السياسي يحتدم، والسؤال: هل سيعترف ترمب بالهزيمة؟.. وبنسلفانيا.