لأول مرة في تاريخ الانتخابات الأميركية صوّت الأمريكيون بسبب ظروف انتشار وباء كورونا بأعداد كبيرة عبر البريد وكان من المتوقع أن تتأخر النتيجة هذا العام حتى يتم فرز كل الأصوات التي وصلت عبر البريد وهو أمر كانت قد أعلنت عنه مسبقاً ولايات ميشيغان وبنسلفانيا وجورجيا التي كانت سلطاتها المحلية قد صرّحت مسبقاً بإمكانية تأخر الإعلان عن النتائج. وحتى بعد ظهر الأربعاء لا تزال نتيجة ولايات مهمة غير محسومة وهي ولايات ستحسم نتيجة السباق وهي اريزونا، وجورجيا وميشيغان ونيفادا ونورث كارولاينا وبنسيلفانيا. وعزّز جو بايدن في الساعات الأخيرة بعد ظهر الأربعاء من حظوظه للفوز في ولايات أريزونا وميشيغان بينما يتقدّم الرئيس ترمب بفارق كبير حتى الآن في بنسلفانيا ونورث كارولاينا. ومع الإعلان عن فرز أكثر من 99 بالمئة من نتائج ويسكونسن وفوز جو بايدن فيها يكون المرشّح الديمقراطي جو بايدن قد حصل على 237 صوت من المجمعات الانتخابية ما يجعله أقرب الى الاستحواذ على 270 صوت يحتاجهم للوصول الى البيت الأبيض. ولا تزال هناك عدة طرق للمرشّحين جو بايدن والرئيس ترمب للوصول الى البيت الأبيض مع توقّع السلطات المحلية للولايات بقيامها بالإعلان عن نتائجها النهائية والانتهاء من عملية فرز الأصوات في الساعات أو الأيام القادمة على أبعد تقدير. ويتقدّم الرئيس ترمب في بنسلفانيا مع بقاء أكثر من مليون بطاقة اقتراع معظمها وصلت عبر البريد لم يتم فرزها بعد. ويهدد الرئيس ترمب باللجوء الى المحكمة الدستورية العليا إعادة عد الأصوات في ولاية "ويسكونسن" التي فاز بها جو بايدن بالإضافة الى دعوة الرئيس ترمب الى الاستمرار بعدّ الأصوات في الولايات التي يخسر بها بينما يقترح التوقّف عن عدّ الأصوات في ولاية بنسلفانيا التي يتقدّم بها حتى الآن. ماذا سيحدث في المحكمة الدستورية العليا ؟ يتّفق خبراء القانون الاميركي على أن طرق ترمب مسدودة أمام الانقلاب على النتيجة إذا لم ينتزع ترمب ولايات ميشيغان واريزونا وولايات أخرى تمكّنه من الحصول على 270 صوت من المجمّعات الإنتخابية. وكانت صحف ومنابر الحزب الجمهوري هي أول من يقف في مواجهة ادّعاءات ترمب بأن النتيجة تتعرّض للتزوير وأن المحكمة الدستورية العليا قادرة على احداث تغيير، فبين شافييرو، الاعلامي الاميركي المعروف بتأييده للرئيس ترمب ندد بتشكيك ترمب بنتيجة الانتخابات وطالب الرئيس بالتريّث والقبول بعملية الانتقال السلمي للسلطة إذا ما خسر في الانتخابات. كما أكّد مايك بنس، شريك الرئيس ترمب في حملته الانتخابية ونائبه للرئاسة على ضرورة احتساب كل أصوات الأميركيين الذين صوّتوا بطريقة شرعيّة حتى عدّ آخر صوت. ومع اقتراب جو بايدن اكثر من الرقم السحري "270 صوت" بدأ الرئيس ترمب يطالب برفع دعاوى قضائية على الولايات التي يخسر بها مثل ويسكانسن وميشيغان مطالباً المحكمة الدستورية العليا بحسم النتيجة. ويقول ريتشارد هاسن، خبير قانون الانتخابات في كلية إيرفين للقانون بجامعة كاليفورنيا، في تصريحات نشرتها "صحيفة نيويورك بوست" المقرّبة من الحزب الجمهوري والتي كانت سباقة في نشر ايميلات "هانتر بايدن" إن ادعاء ترمب ليس له أي أساس قانوني. وفي شبكة جمهورية أخرى وهي شبكة "Slate" يقول خبير قانون الانتخابات ريتشارد هاسن "لن يكون هناك أي أساس للادّعاء طالما لم يتم فرز كل النتائج والمحكمة العليا لا تتدخّل إلا إذا كان هناك إجماع في المحاكم المحلية على وجود شك بصحة الاقتراع" من جانبه يقول "إدوارد فولي"، أستاذ القانون الانتخابي في جامعة أوهايو أن الالية القانونية للذهاب الى المحكمة الدستورية العليا تتطلّب من محامو ترمب الذهاب أولاً الى المحاكم المحلية للولايات للطعن في النتائج التي ستعلن عنها كل ولاية ثم الحصول على موافقة المحاكم الأدنى درجة بالتقدم نحو المحكمة الدستورية العليا. ويقول جون كينغ، خبير الانتخابات الأميركية والتي يغطي توجّه الولايات والمقاطعات الاميركية منذ العام 2008 أنه يحق للرئيس ترمب أن يعترض ويدقق في النتيجة اذا كان يشعر بانها غير دقيقة الا انه يؤكد قائلاً "ثقوا بي فأنا أتحدّث عن تجربة، هذا الفارق الكبير في الأصوات الذي خسر بسببه ترمب في ويسكونسن لن يتغير في أي عملية إعادة عدّ للأصوات".