ستكون ليلة الانتخابات عشية إغلاق صناديق الاقتراع يوم الثلاثاء تجربة فريدة من نوعها هذا العام بسبب ملايين الأميركيين الذين صوّتوا عبر البريد. فبعد إغلاق صناديق الاقتراع، ستكون النتائج المبكّرة في الساعات الأولى على الأرجح لصالح الرئيس ترمب، بسبب توجّه الناخبين الجمهوريين عموماً إلى التصويت بشكل شخصي، حيث سيتم فرز بطاقات المقترعين الذين صوّتوا في المراكز الانتخابية أولاً ثم سيبدأ فرز الأصوات التي وصلت عبر البريد. ومع توقّع استطلاعات الرأي الأخيرة بتقارب النتيجة بين الرئيس ترمب وجو بايدن في الولايات الست الأساسية: أريزونا، وفلوريدا، وميشيغان، ونورث كارولاينا، وبنسيلفينيا، وويسكونسن، فإنه سيصعب معرفة النتيجة النهائية قبل فرز كل بطاقات الاقتراع البريدية للوصول إلى الرقم 270 مجمعاً انتخابياً يحتاجه المرشّح الفائز في الانتخابات. وبينما يقول مسؤولو الانتخابات في ولايتي ميشيغان وبنسلفانيا المتأرجحين: إن النتيجة ستستغرق بضعة أيام قبل أن ينتهي الفرز الكلي للأصوات، يتوقع المسؤولون في أريزونا، وفلوريدا، ونورث كارولينا، الانتهاء من فرز بطاقات الاقتراع بسرعة في هذه الولايات. مشكلة أخرى تواجه الإعلان عن النتيجة النهائية، فالمحاكم في عدد من الولايات سمحت بالاستمرار بفرز الأصوات التي ستصل حتى أسبوعين بعد الانتخابات، وبالتالي لن تكون النتيجة محسومة تماماً في هذه الولايات قبل أن يتم فرز آخر صوت لسكان الولاية، ولكن من ناحية أخرى هناك بعض الولايات التي بدأت مسبقاً بفرز الأصوات التي وصلت عبر البريد مثل أريزونا المهمة، والتي قد تعلن نتيجتها في وقت مبكّر. نتائج مبكرة على عكس بنسلفانيا، وميشيغان، ويسكونسن، سمحت فلوريدا للمقاطعات بالقيام بأعمال فرز الأصوات التي وصلت في وقت مبكّر قبل أسابيع من يوم الانتخابات، كما أن فلوريدا لن تقبل أي أصوات ستصل بعد يوم الانتخابات، وبالتالي يوم الثلاثاء سيكون حاسماً بالنسبة لفلوريدا، والدور المحوري الذي ستلعبه في السباق الانتخابي. ولاية فلوريدا بالنسبة للرئيس ترمب ضرورية لا بد منها للفوز في الانتخابات، إلا إذا ما أحدث ترمب معجزة وقلب إحدى الولايات الديموقراطية تاريخياً، وهذا أمر مستبعد، أما بالنسبة لجو بايدن فطريقه للفوز أسهل، إذا ما خسر في ولاية فلوريدا بسبب امتلاك الديموقراطيين تاريخياً لولايات غنية بالمجمّعات الانتخابية مثل: نيويورك، وكاليفورنيا القادرة على التعويض، إذا ما فاز بايدن في ولايات متأرجحة مثل بنسيلفينيا، وميشيغان، وويسكونسن. ووفقاً لمارك أرد، مدير الاتصالات في فلوريدا، فإن الولاية ستعلن عن النتيجة الساعة 7:30 مساء يوم الانتخابات. كذلك هو الحال بالنسبة لولاية أريزونا وهي ولاية جمهورية تاريخياً، ولكن يعوّل الديموقراطيين على الفوز بها بشدّة في انتخابات هذا العام، وهي ولاية بدأت مسبقاً بفرز الأصوات فيها، وقد تعلن عن النتيجة في ليلة الانتخابات. الساعات الأخيرة يقضي الرئيس ترمب الساعات ال 48 الأخيرة قبل يوم الانتخابات في السفر عبر خمس ولايات لإيصال رسالته الانتخابية الأخيرة، بينما يركّز جو بايدن في الوقت المتبقي على ولاية بنسلفانيا المتأرجحة. ويزور الرئيس ترمب يومي الأحد والاثنين ولايات ميشيغان، وأيوا، ونورث كارولينا، وجورجيا، وفلوريدا، ليعقد تجمّعات انتخابية شعبية فيها على الرغم من تفشّي وباء كورونا، بأعداد غير مسبوقة، وفرض بعض مقاطعات هذه الولايات حظراً للتجوّل. ويأمل الجمهوريون أن يتمكّن الرئيس ترمب من إحداث فارق لصالح الجمهوريين في الولايات الخمس سواء في البيت الأبيض أو مجلس الشيوخ، حيث يخوض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون سباقات حاسمة في هذه الولايات. أما تركيز الحزب الديموقراطي على ولاية بنسيلفينيا، فيعكس قناعة الديموقراطيين أن الولاية قادرة على حسم الانتخابات، خاصة إذا ما خسر جو بايدن في فلوريدا وفاز بها ترمب. 1