على رغم التدهور المريع الذي يشهده العالم، من جراء تسارع تفشي فايروس كورنا الجديد، والانهيار الذي تتعرض له الأنظمة والبنى الأساسية الصحية في بلدان العالم، إلا أن ثمة أخباراً تمثل بصيص أملٍ في إمكان تحقيق انتصار ساحق على الوباء، الذي أصاب منذ انطلاقه في ووهان بالصين في ديسمبر 2019، أكثر من 43 مليوناً حول العالم. فعلى صعيد اللقاح المنتظر، باعتباره الأداة الوحيدة لتغيير قواعد المعركة ضد الوباء، أعلنت شركة جونسون آند جونسون الدوائية الأمريكية أمس الأول أن المصل، الذي ابتكره علماؤها لصد عدوى كوفيد-19، سيكون متاحاً للاستخدام للحالات الطارئة اعتباراً من يناير القادم. وكانت الشركة العملاقة أعلنت الجمعة أنها قررت استئناف المرحلة الثالثة والأخيرة من تجاربها السريرية على لقاحها، وتشمل 60 ألف متطوع، بحيث يمكن صدور بياناتها بحلول نهاية السنة الحالية. وكانت التجارب توقفت مطلع أكتوبر إثر إصابة متطوع بمرض غامض. وربما كانت الإشارات الصادرة عن منتج اللقاح الأكثر وعداً في العالم، الذي ابتكره علماء جامعة أكسفورد البريطانية، أكثر إثارة للطمأنينة. فقد أعلنت شركة أسترازينيكا الدوائية البريطانية العملاقة أمس أن المصل الذي تقوم بإنتاجه بكميات ضخمة أثبت فعاليته المناعية لدى المسنين الذين تطوعوا لتجربته عليهم. وأكدت صحيفة فايننشال تايمز (الإثنين) أن اللقاح المذكور أدى الى إنتاج أجسام مضادة وخلايا T لدى المسنين ممن تطوعوا لتجربته. وهذه النتائج مطابقة لما أعلن في يوليو الماضي، أن اللقاح أحدث رد فعل مناعي قوي لدى المتطوعين الأصحاء الذين تراوح أعمارهم بين 18 و55 عاماً. وفي سياق ذي صلة؛ قال البروفسور أدريان هيل، مؤسس ومدير معهد جينر الذي ابتكر هذا اللقاح بجامعة أكسفورد، إن الحصول على ترخيص لاستخدام لقاح جامعة أكسفورد في الحالات الطارئة سيتيح تطعيم الفئات الأشد تعرّضاً للخطر، قبيل انتهاء سنة 2020؛ فيما ستتواصل التجارب السريرية، في مرحلتها الثالثة والأخيرة، على أمل أن يؤدي ظهور بياناتها إلى الحصول على ترخيص شامل باستخدام المصل. وأضاف أن ذلك يعني أن بقية سكان المملكة المتحدة قد يحصلون على اللقاح مطلع 2021. وقال البروفيسور هيل إن الجدول الزمني ضيق جداً لبدء حملة التطعيم قبيل حلول أعياد الميلاد. لكنه قال إن ذلك ممكن. وأشار إلى أنه تم إنتاج مليارات الجرعات من اللقاح، في 10 مصانع حول العالم. وقال هيل إنه سيصاب بدهشة إذا لم يندحر وباء كوفيد-19 بحلول مطلع الربيع القادم «على الأقل هنا في المملكة المتحدة». وزاد أن البريطانيين سيصلون إلى مرحلة «مناعة القطيع» من خلال برنامج التطعيم بمصل جامعة أكسفورد. وكانت بيانات التجارب السريرية للمرحلتين الأولى والثانية التي نُشرت قد أكدت مأمونية مصل أكسفورد، وقدرته على إحداث رد فعل مناعي قوي. وتجري التجارب السريرية في 9 مواقع في بريطانيا، تشمل 10 آلاف متطوع، إضافة الى آلاف المتطوعين في البرازيل، وجنوب أفريقيا، والهند، والولاياتالمتحدة. فنزويلا تدخل على خط «حرب كوفيد» قرر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو نزول حلبة السباق العالمي لإلحاق هزيمة نكراء بوباء كوفيد-19. وأعلن مادورو أمس الأول أن علماء فنزويلا نجحوا في عزل جُزَيء يمنع فايروس كورونا الجديد من القيام بمهمته التدميرية بعد غزوه جسم المصاب. وذكر الرئيس الفنزويلي أن الجُزَيء الذي تم اكتشافه هو أحد مشتقات حامض اليوروسوليك، وهو مركب كيميائي تنتجه النباتات، ويستخدم في صناعة مستحضرات التجميل، ومعروف بقدرته على منع الخلايا السرطانية من الانقسام. وأوضح مادورو أن هذا المركب الكيميائي غير ضار بصحة الإنسان. وقال إن التوصل الى هذا الاكتشاف استغرق 6 أشهر من الأبحاث المتواصلة في المعهد العلمي التابع للحكومة الفنزويلية. وأضاف مادورو أنه سيتم إنتاج هذا الجُزَيء بكميات كبيرة، وتوزيعه في جميع أرجاء المعمورة، لمعالجة فايروس كورونا الجديد. ويباع حامض اليوروسوليك في الولاياتالمتحدة باعتباره مكمِّلاً غذائياً، له قدرات مثبتة في مكافحة الالتهابات.