بالنسبة لي توقفت عن شراء المنتجات التركية واستخدام موقع التجارة الإلكترونية أمازون منذ حادثة خاشقجي رحمه الله، فقد كشفت تلك الحادثة الأليمة عن وجه العداوة لنظام الرئيس أردوغان، وجيف بيزوس مالك موقع التسوق الإلكتروني، فعافهما الخاطر ! ورغم أنني لا ألزم أحدا بموقفي ولا أعاتبه على مخالفته، ولا أخلط بين خلافات الحكومات وعلاقات الشعوب، إلا أنني شعرت بأن عدم التعامل مع من يناصبون بلادي العداء ويحرضون عليها ويدعون لأذيتها هو التصرف الطبيعي والشعور الفطري للمواطن عندما تتقاطع المصالح التجارية والمنافع الشخصية مع المسؤولية الوطنية ! الرئيس التركي الذي يعزف على الوتر القومي الوطني التركي في كل سياساته الداخلية والخارجية لا يملك بضاعة حصرية، فكل شعوب الأرض تملك إحساسا وطنيا واعتزازا قوميا، وبالتالي عليه ألا يتوقع من المواطنين السعوديين أن يتجاوزوا عن عداوته الظاهرة لبلادهم واستهدافه لمصالحها ! أما جيف بيزوس فقد أراد أن يلعب في الساحة السياسية، وعليه أن يتحمل النتائج في ساحته التجارية، صحيح أن عزوف بعض السعوديين عن استخدام منصات تسوقه الإلكترونية لا يؤثر في حجم ثروته الفاحشة، لكنها بالنسبة لي ولأمثالي تزيد من ثروة مشاعر وطنية لا تقدر بثمن ! ستبقى مشاعري الشخصية تجاه الشعب التركي مشاعر محبة واعتزاز بصداقات ربطتني ببعضهم ومودة وحسن تعامل وجدته في لقاءاتي ببعضهم، فالخلاف مع السياسة التركية وليس مع الشعب التركي، لكن ليسامحنا الأتراك، فالخاطر عاف بضائعهم وطعامهم لأن النفس لا يمكن أن تشتهي طعام من يجرعها السم ولا سلعة من يسن خناجره خلف ظهرها ! K_Alsuliman@ [email protected]