«نيوم» أو المستقبل الجديد مشروع الحلم الجريء الذي رسم معالمه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، سيشكل المستقبل الجديد للمملكة العربية السعودية والعالم أجمع. ونيوم ليست مجرد مدينة ذكية تحاكي فن العمارة والبناء وتعمل بالطاقة النظيفة والمتجددة وتهيمن عليها التكنولوجيا الحديثة، بل هي انطلاقة لأسلوب حياة وتوجه فكري جديد مستمد من آخر ما توصل إليه العلم والمعرفة لينعكس على مختلف جوانب الحياة فيها كالغذاء، والترفيه والثقافة، والسياحة، والتقنيات الحيوية، والتصنيع، والصحة والرفاهية، والتعليم. ومن المتوقع أن يعيش مليون شخص من أنحاء العالم في نيوم بحلول 2030، فكيف سيكون نموذج التعليم فيها؟ وكيف ستقود نيوم مسيرة مستقبل التعليم؟ والأهم من ذلك كيف سيلعب التعليم دورا محوريا في جعلها موطنا لأصحاب الأحلام الكبيرة ولكل من يطمح أن يسهم في بناء نموذج جديد لمجتمع حديث ومتعدد الثقافات يحقق التنمية المستدامة، واللحاق بركب الحضارة في عالم يحتفي بالعلم والعلماء، ويتهافت على ثمار التقنية الحديثة. في العالم الحديث، غالبا ما يُفهم أن العلاقة بين التعليم والمجتمع تكون ذات اتجاه واحد بحيث يتناسب التعليم مع البعد الاقتصادي والثقافي والاجتماعي الخاص لكل بلد، ونظرا إلى أن نيوم هي تصور جديد للمستقبل، فمن الطبيعي أن ينطوي ذلك على الموقف التعليمي الخاص بها. تستعد نيوم اليوم لإيجاد نموذج تعليمي فريد من نوعه وذلك من خلال الاستفادة من الأبحاث الحالية وأفضل الممارسات التعليمية لإيجاد برنامج أكاديمي سيكون جديداً كلياً بهويته ويشكل ثورة لنظام تعليمي غير موجود حاليا. ويكمن دور التعليم في نيوم بصناعة المفكرين وتهيئة المنجزين استعدادا لوظائف المستقبل ولإطلاق قدراتهم وإمكاناتهم نحو الحياة، وليتحقق ذلك، يرتكز نموذج التعليم في نيوم على ستة مبادئ أساسية، وهي أن التعليم يجب أن يكون تجربة شخصية الطابع، وغامرة للحواس، ومتأصلة، ومندمجة مع التقنيات، وتطوريّة تدرجيّة، ومتنوعة. وستتجاوز نيوم بذلك النهج التقليدي في التعليم، ويرى قادة التعليم في نيوم أن التعليم يحدث في كل تفاعل وليس فقط في الفصل الدراسي. لذا سيخلق نموذج التعليم في نيوم بيئة تعليمية تعاونية تشجع الطلاب على العمل معاً للتعلم من بعضهم البعض، وسيكون المقياس الحقيقي لنجاح هذا النموذج عندما يقوم أحد الطلاب بابتكار التكنولوجيا العظيمة القادمة. وبهذا الصدد يقول المدير التنفيذي لقطاع التعليم في نيوم، كريستوفر تومبكنز: «هناك حلم كبير بدأنا العمل عليه، ليس مدينة أو بلدة، بل بلد بأكمله نبنيه من الصفر. هناك أماكن قليلة جدا في العالم يمكننا الحديث عنها فيما يخص إنشاء نظام تعليمي، وهذا لا يعني مجرد مدرسة إنما نظام شامل ومتكامل يصب تركيزه على تطوير مهارات الطلاب وقدراتهم حتى يصبحوا فريق الإنجاز للمستقبل.. سنوظف أحدث التقنيات في ميدان تجارب المستقبل لضمان التعلم المستمر مدى الحياة.. إننا بذلك نبني مدرسة المستقبل». أخيرا: تسعى نيوم من خلال هذا النموذج التعليمي إلى إعادة تصور مستقبل التعليم لمواكبة وتيرة التطور التكنولوجي وتجهيز جيل جديد ملم بمهارات المستقبل وقادر على الابتكار والإبداع والتعلم الذاتي في عصر الثورة الصناعية الرابعة.