الكتابة فنون وأشكال وأنواع وصنوف مختلفة. ولكل كاتب تخصصه ومجاله. ومحور الكتابات شتى ما بين الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والرياضي وغير ذلك. وهناك الكثير من الكتّاب الذين نجحوا وبرعوا وتميزوا فيهم. وهناك مجال «مختلف» للكتابة قد لا يلقى نفس التقدير بالرغم من انتشاره العريض والواسع وشعبيته التي لا يمكن إنكارها أبدا. والمقصود هنا هو الكتابة الساخرة، وهذه النوعية من الكتابة لها عمالقتها في العالم العربي من أمثال محمود السعدني وأحمد رجب وجلال عامر وعمر طاهر وبلال فضل وجعفر عباس وغيرهم، وعلى الصعيد المحلي برزت أسماء مهمة في هذا المجال من أمثال الرائد الراحل الكبير أحمد قنديل، الذي كان له عمود مقروء بعنوان «قناديل»، يكتب فيه أبياتا شعرية لنقد وضع معين بلغة سحرية كانت تقارن برباعيات صلاح جاهين. وطبعا هناك الحاضر الغائب الكبير خلف الحربي، الذي أبدع في كتاباته وإن كانت الكتابة التلفزيونية قد خطفته من الكتابة الصحفية وحرمت جمهوره منه. ومن خلال صحيفة عكاظ شهدت الساحة ولادة كاتبة محلية ذات قلم ساخر وأسلوب سلس ومميز، يصل إلى القارئ بسهولة، وأقصد هنا الكاتبة ريهام زامكه التي نجحت بمقالاتها في زرع الابتسامة ونقد الذات الاجتماعية بأسلوب ساخر محبب إلى النفس في وسط ظروف أقل ما يمكن أن توصف به هو أنها ظروف كئيبة. الكتابة الساخرة فن لا يحبذه الكثيرون ولذلك لا يجرؤ عليها إلا القليل ولكنها تبقى أحد أهم أدوات الجذب الشعبي لمنابر وسائط الكتابة بلا جدال. كاتب سعودي [email protected]