هل زرت فيفاء هذا الصيف؟ إذا كانت إجابتك بالنفي، فلا تتردد في قضاء بعض الوقت في رحابها، ضمن فعاليات موسم صيف السعودية «تنفس»، لاسيما أن الرحلة إلى «جارة القمر» كما يسميها أهلها، تمتزج فيها المتعة والمغامرة، فعلاوة على روعة جبلها فالوصول إليه محفوف بالإثارة والدهشة، عبر طرق شاهقة تخترق القمم وتنقلك بين السحاب، بينما تثير المنحدرات الحادة شهية عشاق المغامرة. وكشفت برامج «تنفس» أسرار هذه المدينة الخيالية، التي تحتضن جبل فيفاء المرتفع 1800 متر عن سطح البحر، مكونا سلسلة من القمم، أشهرها قمة العبسية، يحيطه وادي ضمد ووادي جورا، ما يضفي على المنطقة مناخا معتدلا طوال العام. كما تحتضن جبالها موقع «سماع» المطل على بقعة «العذر» ذات المناظر الساحرة. أما «الخطم» فهي قمة تتربع على بقعة حيدان، تتيح لزوارها رؤية بديعة لجبال بلغازي والمدرجات والمزارع التي تمد المنطقة بمحاصيل عدة زرعت في السهل والجبل مثل الحبوب والفواكه والخضراوات والنباتات العطرية، علاوة على البن أهم المحاصيل وأجودها، كون فيفاء تقع في قلب بلاد خولان المشهورة بالبن عالي الجودة. وعن التراث في فيفاء، فحدث ولا حرج، إذ يختار أهلها لكل منزل اسما خاصا يميزه، ومن النادر تكرار اسم منزلين في أرجاء الجبل كافة، وغالبا ما يكون اسم علم أو صفة اكتسبت في حادثة أو مناسبة، فيما تشهد المدينة تراثا معماريا فريداً منذ القدم بمنازلها الدائرية، ناهيك عن لهجة أهلها الخاصة، والتي لا يفهمها سواهم، بينما توصل الباحثون إلى أن معظم مفردات هذه اللهجة تنتمي لأصول اللغة العربية الفصحى القديمة، وربما ذلك سر بعض المصطلحات التي لا يستخدمها غير أهلها.