أضحت الهند أكبر بؤرة لتفشي فايروس كورونا في العالم. ويأتي هذا الوصف بعدما باتت الهند تنافس نفسها في تسجيل معدلات قياسية من الإصابات الجديدة يومياً. ويحدث ذلك وسط أزمة صحية عالمية لا يمكن التقليل من شأن خطورتها، مهما كان الانحسار الطفيف للحالات الجديدة في هذه الدولة أو تلك. فمن المتوقع أن يتجاوز العدد الكلي للمصابين عالمياً صباح اليوم (الخميس)، أو ربما ليل الأربعاء 26 مليوناً. فقد بلغ منتصف نهار الخميس 25.93 مليون إصابة، فيما يتواصل الارتفاع الفلكي في عدد الوفيات الناجمة عن وباء كوفيد 19 ليصل إلى 861876 بعد ظهر الأربعاء. وفيما يتزايد عدد الإصابات في الولاياتالمتحدة، التي بلغ عدد مصابيها 6.26 مليون، إلى جانب 188902 وفاة؛ دنت البرازيل (الثانية عالمياً) من بلوغ 4 ملايين إصابة (3.95 مليون ظهر الأربعاء). وظلت الهند على هذه الحال التي لا تسر أحداً، منذ أكثر من 3 أسابيع. وإذا استمرت بهذه الوتيرة فستزيح البرازيلوالولاياتالمتحدة من مرتبتيهما الثانية والأولى على التوالي لتصبح الدولة الأولى من حيث عدد الإصابات. وقالت وزارة الصحة الهندية أمس، إنها رصدت 1045 وفاة إضافية خلال الساعات ال 24 ساعة الماضية. ويبلغ عدد سكان الهند 1.4 مليار نسمة. وعلى رغم أن مجلس الأبحاث الطبية الهندي قال إن البلاد أجرت حتى الآن أكثر من 44 مليون فحص؛ فإنه يبدو أن ذلك العدد ضئيل جداً بالقياس إلى عدد السكان. وفيما تجاوز عدد الإصابات في روسيا مليوناً؛ تزايدت المخاوف على فداحة ما ينتظر النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، الذي يصطلي بالوباء من دون أن تلوح في الأفق بشريات بإمكان انحساره. فقد قفزت بيرو (سكانها 33 مليوناً) إلى المرتبة الخامسة عالمياً، بنحو 657 ألف إصابة. وتنافسها في هذا البؤس جنوب أفريقيا، التي تحتل المرتبة السادسة، ب 628 ألف إصابة. وتحتل كولومبيا المرتبة السابعة ب 624 ألف إصابة. تليها المكسيك بأكثر من 606 آلاف إصابة. وفيما تحتل الأرجنتين المرتبة العاشرة عالمياً ب 428 ألف إصابة؛ بقيت تشيلي- التي لا يتجاوز عدد سكانها 19 مليوناً- ال 11 عالمياً بأكثر من 413 ألف إصابة. وفيما لم يعد ثمة حديث في أوروبا غير مخاطر «موجة ثانية» من هجمة كوفيد 19، خصوصاً في أتون التفشي المتسارع في فرنسا، وإسبانيا، وبريطانيا، وإيطاليا؛ أكد أستاذ الطب بجامعة أكسفورد البريطانية أمس، أن ما يحدث في بريطانيا «ليس موجة ثانية، وإنما هو ارتفاع حاد في عدد الشبان الحاملين للفايروس من دون أن تظهر عليهم أعراض المرض». وعزا اكتشاف هذه الحالات إلى التوسع الحكومي في الفحوصات، وتعقب المخالطين. ومنيت أسكتلندا بانتكاسة وبائية كبيرة، فقد أعلنت الوزيرة الأسكتلندية الأولى نيكلا ستيرغن، أن الإغلاق سيفرض في مدينة غلاسغو من منتصف ليل الأربعاء، لصد تنام في عدد الإصابات الجديدة. وبموجب الإغلاق سيكون ممنوعاً على أي أسرة زيارة أسرة أخرى في المنزل.