23.62 مليون نسمة.. ذلك هو عدد المصابين بجائحة فايروس كورونا الجديد منذ اندلاعها في نهاية 2019 حتى منتصف نهار أمس (الثلاثاء). ويدنو عدد الوفيات بالوباء من المليون الأول؛ إذ قفز أمس إلى أكثر من 813 ألفاً. ولا يعرف أي خبير أو مسؤول صحي بوجه قاطع متى ستنتهي هذه النازلة. لكن بلدان العالم غارقة في اهتماماتها المحلية الشديدة الإلحاح، كاقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وقرب بدء السنة الدراسية الجديدة. وتتصارع الشركات الدوائية العملاقة لاختطاف كأس ابتكار دواء ناجع، أو لقاح مضمون الجدوى. وفي الأثناء يتواصل تدهور الأزمة الصحية في معظم البلدان المتضررة منها، وتلك التي تكافح بؤر تفش ظهرت بلا مقدمات. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس (الثلاثاء) إن وباء كوفيد-19 ألحق ضرراً لا يمكن جَبْرُه بصناعة السياحة في العالم. وزاد أن شعوب العالم خسرت صادرات تداني جملتها 320 مليار دولار خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2020. وقال إن أكثر من 120 مليون وظيفة في قطاعات السياحة باتت في عهدة الخطر. وأوضح غوتيريش أن هذه الصناعة توظف شخصاً من بين كل 10 أشخاص في المعمورة. وعلى رأس الدول الأشد معاناة من الأزمة الصحية الهند، التي أضافت أمس 848 وفاة جديدة، ليرتفع العدد الكلي لوفياتها إلى 58.390 وفاة. وقالت وزارة الصحة الهندية إن 66.550 مصاباً تعافوا خلال الساعات ال24 الماضية. وأوضحت أن نسبة التعافي في البلاد ارتفعت إلى 76% من نحو 2.4 مليون مصاب. لكنها في الوقت نفسه سجلت أكثر من 60 ألف إصابة جديدة! وذكرت الوزارة أن معدل الفحوص ارتفع إلى 26.016 من كل مليون نسمة يومياً. بيد أن الهند تستخدم أجهزة فحص صينية زهيدة الثمن، سريعة النتيجة، لكن نتيجتها غير دقيقة، ما يوجب إخضاع الشخص نفسه للفحص أكثر من مرة. وفي كوريا الجنوبية، قررت السلطات إغلاق المدارس في منطقة سول الكبرى، التي يعتقد بأنها تؤوي نصف عدد سكان البلاد البالغ 25 مليوناً. وسجلت كوريا أمس 280 حالة جديدة. وقال وزير التعليم يو يون هاي إنه تم تأكيد إصابة 193 طالباً ومعلماً بكوفيد-19 خلال الأسبوعين الماضيين. وأضاف أن جميع الطلاب من رياض الأطفال حتى المدارس الثانوية سيتلقون دروسهم على أثير شبكة الإنترنت، على الأقل حتى 11 سبتمبر القادم. وفيما أعلنت الصين أمس أنها لم تسجل إصابة جديدة لليوم السادس على التوالي؛ قالت أستراليا إن مقاطعة فكتوريا المنكوبة رصدت 148 حالة جديدة الثلاثاء، صاحبتها ثماني وفيات. وكان عدد الإصابات اليومية ارتفع إلى 725 مطلع أغسطس الجاري. ولا تزال ملبورن -عاصمة فكتوريا، وثانية كبرى مدن أستراليا- قيد الإغلاق منذ نحو شهر. وفي المانيا أكدت السلطات تشخيص 1.628 شخصاً بكوفيد-19 خلال الساعات ال24 المنتهية صباح الثلاثاء. وهو عدد مقارب ل1.737 إصابة تم تسجيلها الإثنين. وأعلنت سنغافورة اكتشاف 58 حالة أمس في مسكن للعمال الأجانب، ما اضطر السلطات إلى وقف أعمال الإنشاء في عدد من المواقع. ويبلغ عدد العمال الأجانب الذين يقيمون في المسكن المذكور 16 ألفاً. واتضح أن جميع المصابين الجدد لم تظهر لديهم أعراض. ولولا الفحص الروتيني لما تم اكتشاف إصابتهم. من أهم تطورات الجائحة أمس، إعلان سلطات هونغ كونغ أن أحد المتعافين من كوفيد-19 أصيب به مرة أخرى! وقال العلماء إن المصاب، وهو رجل عمره 33 عاماً، عاد من رحلة إلى إسبانيا في منتصف الشهر الجاري. لكنه هذه المرة أصيب بنسخة مختلفة من فايروس كورونا الجديد، لا تشبه نسخة الفايروس الذي أصابه في مارس الماضي. وقال الدكتور كلفن كاي وانغ، الذي يرأس الفريق الطبي الذي يعنى بالحالة، إن المصاب كانت أعراضه في المرة الأولى طفيفة. لكنه هذه المرة لم تظهر عليه أي أعراض. وزاد أن ذلك يوضح أن بعض الأشخاص لا تتكون لديهم مناعة أبدية ضد الفايروس بعد التعافي منه. وقال: لا نعرف على وجه الدقة كم من الأشخاص يمكن أن يصابوا بالوباء غير مرة. ربما هناك كثيرون. ولا يزال العلماء حول العالم منقسمين بين من يرون استحالة الإصابة بكوفيد-19 أكثر من مرة، وبين من يرون غير ذلك. كما أنهم مختلفون أيضاً على طول الفترة التي تتكون فيها مناعة ضد الإصابة بعد التعافي من الفايروس. وحتى لو أصيب أشخاص أكثر من مرة، فإن العلماء لا يعرفون هل لديهم مناعة تمنع تدهور حالتهم الصحية. غير أن العلماء الذين اطلعوا على الدراسة التي أعدها الدكتور وانغ قالوا إن أهم درس يمكن تعلمه من هذه الخلاصة أن على الناس ألا يستهينوا بالوقاية والتدابير الاحترازية حتى بعد تعافيهم، وذلك بالحفاظ على التباعد الاجتماعي، وارتداء قناع الوجه، والوسائل الأخرى لتفادي العدوى الفايروسية.