يوما بعد آخر، تثبت بلادنا المملكة العربية السعودية، قدرتها على إدارة الأزمات والحشود بكفاءة واقتدار، فبعد أن حققت النجاح في مكافحة فايروس كورونا باتخاذ التدابير الوقائية، وتقديم الخدمات الصحية الراقية للمصابين، ما أدى لارتفاع نسبة المتعافين في المملكة وتجاوزهم 80% من إجمالي الحالات المسجلة، بعدد 203.259 حالة حتى يوم الاثنين الماضي، أحسنت التصرف بقرارها إقامة الحج هذا العام «بأعداد محدودة جدا» للراغبين من شتى الجنسيات من الموجودين بالمملكة، نظرا لخطورة تفشي العدوى في التجمعات والحشود البشرية، والتنقلات بين دول العالم، وازدياد معدلات الإصابات عالميا. واتخذت المملكة هذا القرار حرصا منها على إقامة الشعيرة بشكل آمن صحياً وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي اللازم. ولأن الحج هذا العام استثنائي يجب على الجميع التعاون مع الجهات المختصة، والتكاتف لنخرج بموسم ناجح كما هو كل عام، ومن التعاون عدم أداء الفريضة دون تصريح، أو نقل وتسهيل دخول الراغبين في الحج إلى المشاعر المقدسة بطريقة مخالفة، ومن يرتكب تلك المخالفات فلن يفلت من العقاب، بعد أن أعلنت المديرية العامة للجوازات، أن عقوبة من ينقل حجاجاً غير مصرَّح لهم بالحج السجن لمدة تصل إلى 6 أشهر وغرامة مالية تصل إلى 50 ألف ريال عن كل حاج والتشهير بالمخالف، وإذا كان الناقل وافداً يتم ترحيله بعد تنفيذ العقوبة الصادرة بحقه ويمنع من دخول المملكة، وفقًا للمدة المحددة نظامًا والمطالبة قضائيّاً بمصادرة المركبة المستخدمة في النقل. في هذا العام الاستثنائي، يجب أن نواصل تعاوننا مع قيادتنا حفظها الله، التي لا تدخر جهداً في توفير كل ما فيه راحة لنا. وكلي ثقة بخروج موسم حج هذا العام بنجاح منقطع النظير، في ظل تعاوننا مع الدولة، فضلا عن الاستعدادات التي تقدمها الجهات المختصة لاستضافة ضيوف الرحمن. وكل عام وأنتم بخير.