من المؤكد أن جائحة كورونا قد أثرت على سير المهرجانات السينمائية في جميع أنحاء العالم، وتم إلغاء أو تأجيل العديد من المهرجانات، فيما يتحتم على المهرجانات المستمرة في التخطيط لإقامتها أن تعيد تخيل وهيكلة إستراتيجيتها من أجل التكيّف مع الأوضاع الحالية. ويعمل فريق العمليات في مهرجان الجونة السينمائي على قدم وساق من أجل وضع خطط عديدة لإقامة المهرجان، مع وضع سلامة المشاركين والضيوف في المقام الأول. وكما أُعلن سابقاً، سيقام المهرجان في الفترة ما بين 23- 31 أكتوبر 2020، ويستغل فريق المهرجان كل لحظة متاحة من أجل استيعاب بروتوكولات التباعد الاجتماعي ومعايير الصحة والسلامة التي تحددها السلطات، من أجل العمل بها في الدورة القادمة من المهرجان. ويخطط المهرجان لخلق مساحات عروض مفتوحة جميلة، وتجهيزها بأحدث أنظمة العرض والصوت، وستقام حفلتي الافتتاح والختام، وفعاليات التواصل المهمة، في مساحات مفتوحة ضخمة، بينما سيُحتفظ بأقل من نصف المساحة الكاملة لدور العرض المغلقة، لتحقيق إجراءات التباعد الاجتماعي، كما يعمل المهرجان على تحسين إمكاناته الافتراضية ليتمكن جميع الضيوف الذين لا يمكنهم القدوم إلى الجونة من المشاركة «أون لاين» في فعالياته. وسيستمر مهرجان الجونة السينمائي، بعد كشفه جزءا من تفاصيل دورته القادمة، في الإعلان عن التغييرات والإضافات الأساسية الخاصة بإدارته وفريق قيادته، خلال الدورة الرابعة من المهرجان، إذ تأتي هذه التغييرات ضمن التزام المهرجان باستكشاف الفرص الجديدة للنمو وتحقيق أكبر إسهام ممكن لتطوير الشبكات الإقليمية والدولية الخاصة بصناعة السينما. وسيكون مركز الجونة للمؤتمرات والثقافة -الفكرة التي تبلورت في ذهن المهندس سميح ساويرس (مؤسس مدينة الجونة) وعمل على تحقيقها- البيت الجديد للمهرجان في عام 2020، وسيستضيف المركز حفل «السينما في حفلة موسيقية»، الذي أصبح حدثا سنوياً منتظماً، ضمن فعاليات المهرجان، إضافة إلى فعاليات السجادة الحمراء والفعاليات المتعلقة بالأفلام التي كانت تُقام سابقاً على مسرح المارينا. من جانبه، قال سميح ساويرس: «نحن نؤمن بأن الفن والثقافة محوران أساسيان في تنمية المجتمع، ومكونان رئيسيان في حياة المدينة. الصناعات الإبداعية هي محرك النمو الوطني والإقليمي، ونحن نلتزم بدعمهما وإنشاء البنية التحتية التي تحافظ على استدامة هذا النمو. نفخر أنا وأخي نجيب بارتباطنا بمهرجان الجونة السينمائي خلال السنوات الثلاث الماضية، ويسعدني أن ألعب دوراً أكبر في تحقيق نموه». ويبذل فريق المهرجان تحت قيادة مدير المهرجان انتشال التميمي، والمؤسس المشارك ورئيس العمليات ومسؤول العلاقات الأجنبية بشرى رزة، والمدير الفني أمير رمسيس والمستشار المالي للمهرجان كمال زادة، جهداً كبيراً من أجل التحضير للدورة المُنتظرة من المهرجان، إذ تم تشكيل لجنة تنفيذية من أجل متابعة سير المهرجان من بين أعضائها أمل المصري، التي عُينت منسقاً عاماً لمهرجان الجونة السينمائي، وعمرو منسي الشريك المؤسس للمهرجان مستشارا تنفيذيا. وأكد منسي أهمية الحفاظ على النجاح الذي حققه المهرجان في دوراته الماضية، والعمل الجاد مع كل الزملاء من أجل تقديم الدورة الرابعة في أفضل شكل، وقال: «يعد هذا العام بمثابة نقطة تحول محورية لمهرجان الجونة السينمائي، وأنا ملتزم بالدعم الكامل لتحقيق هذا التحول في ضوء الظروف الحالية والتحديات القائمة». ويعد مهرجان الجونة السينمائي واحدا من المهرجانات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، يهدف إلى عرض مجموعة من الأفلام المتنوعة للجمهور الشغوف بالسينما والمتحمس لها، وخلق تواصل أفضل بين الثقافات من خلال فن السينما، ووصل صناع الأفلام من المنطقة بنظرائهم الدوليين من أجل تعزيز روح التعاون والتبادل الثقافي. إضافة إلى ذلك، يلتزم المهرجان باكتشاف الأصوات السينمائية الجديدة، ويتحمس ليكون محفزاً لتطوير السينما في العالم العربي.