ليس هناك رأيان أن سقوط جماعة الإخوان الأم بمصر في ثورة 30 يونيو، تعتبر الهزيمة الأكبر للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين والصدمة والخذلان الأعظم في تاريخها، إذ تبع ذلك السقوط انهيار مشروع الإخوان لتمدد الإسلام السياسي وأحلام الخلافة في المنطقة العربية، وأدى إلى انتفاضة مجتمعية ليس فقط في مصر بل في العالم العربي والإسلامي ضد الفكر الإخواني الحجري البائد وحدث تغير كامل في الممارسة السياسية التي لفظت الفكر الظلامي وأصبح التنظيم منبوذا شعبيا، مما أدى إلى إنهاء أحلام الفكر الأردوغاني في استخدام الإسلام السياسي لتحقيق أهداف استعادة الخلافة العثمانية. بعد سقوط جماعة الإخوان الإرهابية في مصر بدأ التنظيم العالمي الذي يديره أردوغان ويموله نظام الحمدين في التغلغل في تونس، ليبيا، السودان، إلا أن هذه المحاولات قوبلت بالفشل، وأصبحت ثورة30 يونيو، اللعنة الكبرى التي أصابت التنظيم وكتبت نهايته، وأدت الى انهيارات متتالية للجماعات الإرهابية في دول عدة كانت تمثل مراكز قوة لها وأهمها مصر، بشكل كبير على التماسك الهيكلي داخل التنظيم الدولي ونسفت جميع الخطط والأهداف التخريبية التي كان يسعى إلى تحقيقها وفي مقدمتها (حلم أردوغان) بعودة الخلافة العثمانية. أعوام عديدة مرت على سقوط «الإخوان» في مصر هذا التنظيم الذي كان بمثابة معقل الإرهاب ومهندس الفكر الظلامي الذي تقف وراءه الأردوغانية ونظام الحمدين وكانت بمثابة كسر ظهر التنظيم الدولي، الذي تأثر بسقوط إخوان مصر، ويمر حاليا بحالة من التجفيف وعدم الانتشار. ورغم مرور عقود على إطلاق ظهور التنظيم العالمي للإخوان الذي شوه الإسلام وأخرجه من مقاصده الوسطية السمحة وأدخله في دوائرالتكفير والانقلاب على الشرعيات وافتتح فروعا له في أكثر من 72 دولة طبقاً لإحصائيات المخابرات الأمريكية، إلا أن حقيقة الأهداف التخريبية وحقيقة الفشل وفساد الأهداف وتلوث الأفكار انكشفت وأصبحت مثل الشمس في كبد السماء، وانهزم مشروعهم بمصر، وعادوا للسجون، ومنذ سنوات تمكنت الإمارات من وقف مسيرتهم المخربة والملوثة للأفكار والدين، وانكشف أمر تنظيمهم السري بتونس، ولفظهم الجزائريون وكذلك الأردنيون، والفلسطينيون، وفي السودان خرج الملايين للشوارع ليعلنوا على الملأ رفضهم وجود الإخوان بعد أن ظلوا يحكمون السودان 30 عاماً.. وفي المملكة أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أنه لن يكون لهم مكان بالسعودية. ونتيجة الضربات التي حصلت ضد التنظيم في المنطقة، هناك حالة من التوتر والقلق المتزايد بين دوائر وقيادات التنظيم الدولي، في ظل خسارة الإخوان على الأرض، وعدم تمكنهم من تحقيق الأجندة السياسية التي يتم توظيفها غربيا بهدف تفكيك المنطقة العربية؛ فضلا عن خروجهم من دائرة المنافسة السياسية وتراجع مشروع الإسلام السياسي بشكل عام.. قصة ثورة 30 يونيو لم تنتهِ بعد. غدا نستكمل..