إنّ ممّا يفرحُ به ولاةُ أمرنا وقادتُنا الميامين، ويسعون له حثيثاً؛ اجتماع الكلمة، ووحدة الصفّ، وتآلف القلوب، وهي نعمة عظمى، ومِنّةٌ كبرى يحسدُنا عليها أعداؤنا، والمتربِّصون ببلادنا. وإنّي في هذا المقام أشكر لله أولاً فله الحمد والثناء الحسن، ثم أرفع الشكر والتقدير لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو سيدي ولي العهد الأمين، وسمو سيدي وزير الداخليه، وإلى سمو سيدي أمير منطقة عسير على تشريفهم لأسرة آل سرور بن مارد، بتعيين الشيخ الدكتور عبدالله بن حسن آل سرور بن مارد، شيخاً لقبيلة بني منبح حوراء بللسمر، وسنبقى -إن شاء الله- على العهد والوعد خادمين لولاة أمرنا وقبائلنا، والشكر والتهاني موصولة أيضاً لجميع مشائخ بللسمر، نسأل الله التوفيق والسداد للجميع. وأداءً لواجبٍ يحتّمُهُ علينا دينُنا وأخلاقنا.. في قوله عليه الصلاة والسلام: «مَنْ صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا، له حتى تروا أنكم قد كافأتموه» فندعو لقيادتنا الرشيدة سرّاً وجهراً.. ظاهراً وباطناً.. حفظهم الله.. وشَكَرَ الله أفضالَهم وجهودهم وأعمالهم.. التي نَكِلُ جزاءَها إلى الكريم سبحانه.. فهو أكرمُ الأكرمين.. وثوابُهُ أعظمُ الثّوابِ، وعطيّته أجزل العطايا.. ونسأله سبحانه أنْ يبقيهم ذخراً وفخراً للوطن والمواطن عامَةً. لقد وقفنا في اليومين الماضيين جميعُنا شهوداً على نهجٍ قويمٍ، سَارَ عليه قادةُ وملوكُ هذه البلاد المباركة - المملكة العربية السعودية - منذ عهد مؤسسها وموحّدها، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيّب اللهُ ثراه، والذي أقام الله به كياناً سعوديّاً، عظيماً، متّحداً، في كلمته، وصفِّهِ، ورايته، وأرسى مبادئ الإخاء والمحبّة والمودّة بين أفراده، وقبائله، ودياره.. من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب. فأصبحنا بفضل الله منذ ذلك الحين تحت قيادة رشيدة، إخواناً متآلفين متوادّين.. والحمد لله ربّ العالمين.. وإنّنا نعجزُ حقّاً، عن التعبير في هذا المقام الكريم بين يدي هذه المصالحات والعطاءات الكريمة لقبيلة بللسمر، يُعجزنا التعبير عن مشاعر الفرحة والغبطة، تجاه مبادرات سيدي صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال المستمرّة في الخير والصلح والمعروف، والتي يباركها ويوجه لها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.. حفظهما الله. إنّ ذلك كلّه يعكس فعلاً المساعي الجليلة لسيدي أمير المنطقة، حيث اهتمّ اهتماماً كبيراً بكلّ ما من شأنه الحفاظ على المصالح العامّة المعتبرة ديناً وخلقاً، والاهتمام بتأليف القلوب، وتوحيد الكلمة، وتعميق الإخاء، والوفاء والتقدير، وهو بين الأقربين أوجب وأحقّ، وهذا ما تمّ بفضل الله وتحقّق وَكَمُلَ من صلحٍ وتوافق في قبيلة بللسمر، بعد خلافات امتدّت لعقودٍ طويلة. كلُّ ذلك برعاية صاحب السموّ الملكي الأمير النبيل تركي بن طلال.. وتوجيهه.. ومتابعته.. وهو سعيٌ جليلٌ جميل.. وفعلٌ حميدٌ رشيد، سيحفظه التاريخ.. ويسجلُه بمداد لا يمّحي أبداً.. وما عند الله خيرٌ وأبقى.. نعم.. سيحفظُ التاريخُ في صفحاته الخالدات.. أنّ رجل المواقف والنبل والإخاء تركي بن طلال بن عبدالعزيز.. كَتَبَ الله على يديه، وفي ديوان إمارته، وضيافته إخاءً ومعروفاً وصلحاً ومحبّة.. بعضها تجاوز عمر السبعين عاماً من الاختلاف، والفرقة.. فلله درّك يا سيد المقام والإمارة.. وكأنّ الشاعر يعني مساعيكم المباركة، وهو يقول: مساعٍ عِظَامٌ ليس يبلى جديدُها وإن بليت منهم رمائمُ أَعْظُمِ لن تبلى هذه المساعي الخيّرة، وسيتناقلها الجيلُ بعد الجيل، وشعارُ الجميع ودثارهم، الصلة والعطفُ والرحمة.. ولكم الوفاء علينا -صاحب السمو الملكي- والثناء والدعاء.. وفاءٌ يتوارثُه الأبناءُ من الآباء، والأحياءُ من الأموات.. دائماً وأبداً. وإنّ من حسن الثناء في هذه المناسبة أن نذكر ونشكر أعضاء لجنة إرساء السلم المجتمعي في المنطقة، فلهم الشكر والتقدير على جهودهم المبذولة، ودورهم الكبير الذي نحصد اليوم ثمرةً بل ثمراتٍ من ثماره اليانعه، وعطائه الجزيل، وبذله العظيم.. على الرغم من قصر عمر اللجنة، لكنّ الأعمار تقاس بالأعمال وليس بالأيام.. وإنّنا نشهد الله على حسن أعمالهم، وكريم خصالهم، وعظيم صبرهم وبلائهم في سبيل اجتماع الشمل، وتقارب القلوب وتآلفها.. جزاهم الله خيراً.. وأحسن إليهم كما أحسنوا من قبل ومن بعد. ولكافة شيوخ قبيلة بللسمر وأعيانها وأفرادها.. وجميع شيوخ ووجهاء وأعيان قبائلنا الكريمة عامة.. على مواقفهم المشرفة، وتضحياتهم المقدّرة.. وفقهم الله.. وجزاهم خير الجزاء.. والحمدُ لله أولاً وآخراً ظاهراً وباطناً. رئيس جامعة شقراء