في مشهد يعيد للأذهان مؤامرات «الإخوان المسلمين» للعرب وخيانتهم أوطانهم، تكشّفت تفاصيل تورط التنظيم الإرهابي مع العقيد الليبي معمر القذافي في حياكة مؤامرة تستهدف السلم والاستقرار الاجتماعي عبر تفجير موجة عنف داخل دول خليجية من بينها الكويت وإسقاط الحكومات الخليجية، واستغلال الورقة الطائفية والعمل السري العصابي لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية. وقبل التسجيلات المسربة لاجتماع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، مع الإخونجي الكويتي مبارك الدويلة، ومحاولة العقيد الليبي المهووس بإسقاط السعودية واستقرار الدول الخليجية بالتنسيق مع التنظيم «الإخواني» الإرهابي في الخليج، أظهرت تسجيلات مسربة للمطلوب ضمن قائمة الإرهابيين في الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، الكويتي حاكم المطيري، في ضيافة القذافي، بعد أن دعاه القذافي لتقديم «العون والدعم» لمشروع حركات الإسلام السياسي الخليج لتفجير المنطقة بالعنف والفوضى. ولم ينفِ المطيري، الذي كفّر قبل أيام الدول الإسلامية لتعليقها صلاة الجماعة كإجراء وقائي لمكافحة جائحة كورونا المستجد، التسجيلات المسربة بزعمه أنها «مبتورة»، وأنها تعود إلى عام 2008، محاولاً الالتفاف على فضيحة التسريبات بالقول إنه كان يبحث مع القذافي الذي كان يشيع أجواء انفتاح مع «الحركيين» -بحسب زعمه- الدعم لمقاومة الوجود الأمريكي في العراق حينها، بيد أن التسجيلات ذهبت أبعد من ذلك وكشفت المؤامرة. وحث القذافي الإرهابي الكويتي بالعمل في الكويت والسعودية والبحرين ونقل ما وصفها ب«الفوضى الخلاقة»، إليها عبر استغلال الأوضاع في العراق والاستعانة بالمتطرفين وتأسيس جناح سري، فيما نصحه أن يبقى كواجهة للحزب (حزب الأمة) وادعاء الديموقراطية. وأشار القذافي على «حركيي الخليج» باستغلال الورقة الطائفية لضرب الاستقرار في السعودية ودول الخليج، ليؤكد المطيري بأن «هذا كله موجود»، مؤكداً أنهم سيستثمرون ما أسماه ب«الثورة الخلاقة». المطيري المعروف ب«مكفراتي الخليج»، رأى في القذافي داعما لتفجير الأوضاع في الخليج وخيانة بلده، يبث اليوم فتواه التكفيرية والمحرضة على العنف والكراهية من تركيا، فيما لا يدع مناسبة دون التغني ب«إسلام أردوغان» وشتم الخليج وتكفيرهم في كل شأن! ورغم أن تآمر المطيري وحركيي الكويت من جهة وتنظيم الحمدين في قطر ومعمر القذافي في طرابلس من جهة أخرى ظهر في الأعوام الأخيرة، إلا أن الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية، الإمارات، البحرين ومصر) قد فطنوا مبكراً لخطورة الإرهابيين المستترين تحت غطاء الدعوة والوعظ. وأمس، أكدت من جديد تسجيلات جديدة لمبارك الدويلة تورط التنظيم الإخواني الإرهابي في التآمر مع معمر القذافي للإضرار بالسعودية، إذ يشارك القذافي أوهامه مع أحد قادة الإخوان في الكويت، بقوله إن «التمرد وصل إلى داخل الرياض ومكة وجدة»، مشيراً إلى أن المرتزق سعد الفقيه، الذي يوفر له الدعم المالي الكبير مع القيادة القطرية، يتلقى تأييداً من الداخل السعودي. ويبدو أن خيمة القذافي التي كانت قبلة للأشرار مليئة بالكثير من الفضائح، فبعد أن فضحت أمير قطر السابق حمد بن خليفة ورجله حمد بن جاسم، وكشفت عن اشتراكهما في التآمر على المملكة ومحاولة تقسيمها وضرب الاستقرار فيها، جاءت فضائح «حركيي الكويت»، فيما كانت زيارات الصحويين لا تتوقف إلى ليبيا، ما يرجح وجود العديد من التسريبات للكثير من الأسماء الإخوانية التي تؤكد دائماً عداءها لبلدانها، والتآمر عليها.