فيما يعمل الإعلام القطري على خطين متوازيين؛ الأول يكمن في محاولة التقليل من وطأة العزلة الاقتصادية، والثاني محاولة الترويج لنجاحات مزعومة لحل الأزمة مع السعودية، تلوح في أفق الرأي العام الخليجي ملامح جديدة لتسريبات شبيهة بتسريبات الأمير الوالد حمد بن خليفة وحمد بن جاسم مع القذافي، بعد أن أعلن المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني عبر حسابه في «تويتر» وجود تسريبات لم تظهر بعد «ماذا عن التسجيلات التي لم تنشر؟ وما هي علاقة تميم بالقذافي؟ الجواب قريبا إن شاء الله». ويبدو أن ما ظهر حتى الآن من الأحاديث المسربة بين القيادة القطرية السابقة ومعمر القذافي، وفضائح الدوحة في التآمر على دول الجوار، ليس إلا «رأس جبل الجليد» الذي انفضح في السنوات الأخيرة. كما توعد المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني بكشف «كل المدعومين من قطر، من وسائل إعلام ومنشقين، والمبالغ التي دفعوها لشخصيات سعودية، ومؤامراتهم وأكاذيبهم خلال الأيام القادمة». ويسترجع القحطاني ذكريات لقاء تميم بالملك عبدالله قائلاً «انطم، أنت كذاب مثل أبوك، كلمات خالدة تلخص كيف وصلت قطر إلى هذا الحال، رحم الله الملك عبدالله وحفظ لنا الملك سلمان». ومع التسريبات التي انتشرت في أواخر 2011، ارتفع سقف التوقعات للجمهور الخليجي، إذ لم يعد السلوك التآمري مستغربا على نهج السياسة القطرية خلال العقدين، حتى أن هناك مطالبات حثيثة في الأوساط الأكاديمية والبحثية بتجميد عضوية الدوحة في مجلس دول التعاون الخليجي.