استثمرت سوزان أحمد عصلوب، شغفها بفقاعات الصابون منذ صغرها، لتحيل حياتها من مجرد فقاعات تتطاير وتتلاشى إلى واقع سيدات الأعمال، من أوسع أبوابه، لتحترف في مشروع لصناعة الصابون، مستعينة بخلفيتها العلمية وشغفها بالمواد التي تتم صناعة الصابون بها. وقالت سوزان، التي بدأت خبرتها منذ 10 سنوات، «منذ طفولتي والصابون يجذبني خاصة أننا كنا نسافر مع والدتي التي كانت تقوم بشرائه باختلاف أشكاله الغريبة، وتطور الأمر لأتابع حسابات شهيرة، وأستمتع برؤية الأشكال الجمالية والإخراجات المميزة غير المألوفة، إذ اعتدت على رؤية الصابون في أسواقنا بشكل مربع أو بيضاوي فقط. فبحثت عن الأساسيات والخامات في السعودية، وواجهت تحديا بسبب عدم توفرها للأفراد، إذ كانت محصورة للشركات، ولكن حاليا أصبحت متوفرة، ومن الممكن صناعة صابون من الصفر». وأضافت: «سلكت طريقي نحو التدريب في مجالات حرفية متعددة مثل فن الريزن، الشموع، فوار البانيو، الجبسيات، والديكوباج». وترى أن أي شخص يستطيع إقامة مشروع لصناعة الصابون بشرط أن يبدأ العمل على خلفية معرفية من خلال البحث والاطلاع بتوسع لإثراء معلوماته بمراحل صناعة المنتج. وتضيف: لصناعة الصابون أسرار يكتشفها الحرفي بالتجارب، فيصنع المنتج حسب المتطلبات، وبما يتناسب ومناخ البلد أو المدينة، كون الفوارق المناخية كدرجة الحرارة والرطوبة تختلف. وتضيف، كانت بدايتي صناعة صابون الجليسرين وهو أسهل في التشكيل، ونحن كعرب لنا مكونات خاصة تدخل في صناعة الصابون مثال: الكركم والبن والأعشاب والفواكه والزيوت الطبيعية المعطرة، وغيرها من المكونات الطبيعية المستخدمة أساسا في الطب البديل، وأتمنى أن يتجه الناس إلى الصابون الطبيعي لأنه أفضل. وأشارت إلى أنها شخصيا تستخدم المواد الطبيعية نظرا لفائدتها، ونتائجها، ولا تستخدم المواد الكيميائية باستثناء مادة صنع الصابون الأساسية، فبدونها لا يمكن صناعة الصابون الطبيعي، ويختلف اسمها من دولة لأخرى، مشيرة إلى أنه لا يوجد مشاكل في صناعة المنتج إذا أخذ الحرفي الاحتياطات أثناء القيام بالتركيبة. وعن الفرق بين صناعة الصابون البارد والساخن، تقول: البارد من الممكن إنتاج أشكال جمالية مثل الكيك والورود وغيرها، أما الحار فإنه يحتاج إلى طبخ في أجهزة خاصة ومن الصعب تشكيله كونه سريع التصلب بمجرد سكبه في القوالب يأخذ شكلها، وقالت «شخصيا أميل للبارد لأني أستمتع بالتشكيل وإظهار الرسمات والأشكال». وأعربت سوزان عن امتنانها لكل ما توفره الدولة للحرفيات في السنوات الأخيرة، وقالت «أتمنى في ظل تمكين المرأة أن تكون لنا مظلة رسمية تمنحنا تصاريح لنتمكن من توسيع دائرة مشاريعنا وتطوير حرفة صناعة الصابون، التي لو وجدت الاهتمام ستكون رافدا اقتصاديا خصوصا أن عدد الحرفيات في هذا المجال يتنامى، وهي متنفسنا ومصدر ثقتنا في العطاء لأسرنا ومجتمعنا، والبعض منهن أصبحت لهن متاجر إلكترونية».