لم تنتظر الأرملة جمعة الأزوري العون والدعم من الآخرين، لتنفق على صغارها العشرة الأيتام الذين تركهم لها زوجها، بعد أن فارق الحياة، بل تحركت بكل همة وعصامية، محققة النجاح عبر برامج الأسر المنتجة، وتحولت من امرأة تترقب المساعدة، إلى سيدة أعمال مرموقة تدعم المحتاجين. وغطت منتجاتها من صناعة الخزف اليدوي والديكوباج أنحاء المملكة، وتجاوزتها إلى خارج الحدود. وقالت الأزوري: «رحل زوجي قبل نحو عقدين من الزمن، تاركا لي 10 أطفال، في بادئ الأمر عشت حزنا شديدا، وخوفا وقلقا على صغاري، بعد أن أصبحت المسؤولة الوحيدة عنهم، ولم أستسلم لظروفي القاسية، فتحركت للبحث لهم عن مصدر رزق يجنبهم سؤال الناس، وبدأت بعدة أفكار ومشاريع تدر علينا دخلا ثابتا»، مشيرة إلى أنها التحقت بدورات لصقل موهبتها في صناعة الخزف. وذكرت أن جمعية الأيدي الحرفية فتحت لها آفاقا واسعة نحو عالم الصناعة اليدوية، مشيرة إلى أن صناعة السيراميك تحتاج إلى الحس الفني وتذوق الألوان الطبيعية، حيث يُشكل القالب المراد صنعه بما يعكس حضارة وتراث المملكة العمراني ورموزها المتعددة. وبينت أن الخزف يمر بمراحل عدة منها تشكيل الطين الطبيعي يدويا ثم حرقه بالأفران الكهربائية ثم تلوين القالب كمرحلة أولية ثم إعادته للفرن مرة أخرى لتأتي المرحلة الأخيرة بالطلاء النهائي بالألوان الطبيعية. وتفننت الأزوري في صناعة الديكوباج المتعلقة بمجسمات علب المناديل والهدايا، موضحة أن ذلك الفن يمر بأطوار كثيرة تبدأ بتشكيل العلب الخشبية ثم تطلى باللون الأبيض ثم إعادة طلائها بالألوان الزاهية لتبدأ بعدها مرحلة إضافة الإكسسوارات والورود الصناعية، لافتة إلى أن تلك الصناعة تتدخل في أطباق التقديم والكاسات الزجاجية وموائد الطعام واللمسات الجمالية للحوائط المنزلية والمغاسل. وتفتخر الأزوري بأنها صنعت 300 علبة للهدايا لصالح إحدى شركات تكرير البترول بالمملكة وتم تسليمها في الوقت المتفق عليه، ملمحة إلى أنها شاركت في عديد من المهرجانات الوطنية. وطالبت الأزوري الجهات المعنية بفتح المجال لسيدات الأعمال من الحرفيات بتخصيص منافذ لبيع منتجاتهم في الأسواق المركزية.