شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على أن الجيش المصري قادر على الدفاع عن أمن البلاد القومي داخل وخارج حدودها. وقال السيسي أمس (السبت)، خلال تفقد عناصر المنطقة الغربية العسكرية قرب الحدود مع ليبيا، إن الجيش المصري من أقوى جيوش المنطقة ولكنه جيش رشيد، يحمي ولا يهدد، وقادر على الدفاع عن أمن مصر القومي داخل وخارج حدود الوطن. وأضاف مخاطبا القوات المصرية: «كونوا مستعدين لأي مهمات». وقال المتحدث الرئاسي السفير بسام راضي إن السيسي تفقد عناصر المنطقة الغربية العسكرية بحضور القائد العام للقوات المسلحة، ورئيس أركان القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة. وأكد مراقبون أن تصريحات السيسي تحمل رسائل للداخل والخارج، فهي تطمئن الرأي العام المصري على قواته المسلحة باعتبارها درع الوطن وحمايته، وتبعث برسالة إلى الخارج مفادها أن مصر لن تسمح لأحد أن يعبث بأمنها القومي سواء فيما يتعلق بما يجري في ليبيا أو أزمة سد النهضة. وكان السيسي أعلن في ال6 من الشهر الجاري، مبادرة جديدة تهدف إلى وقف القتال وإطلاق عملية سياسية وانسحاب جميع القوات الأجنبية من ليبيا. ورحب كثير من دول المنطقة والعالم بالجهود المصرية الرامية إلى تسوية النزاع الليبي، غير أن حكومة الوفاق وتركيا رفضتا «إعلان القاهرة». ودعت القاهرة إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية عبر تقنية الفيديو، لبحث تطورات الأوضاع ليبيا. وأفادت الجامعة العربية بأنه يجري حاليا التنسيق مع رئاسة الدورة الحالية (سلطنة عمان) لتحديد موعد الاجتماع، والمتوقع له أن يكون خلال الأسبوع القادم، بعد أن حصل الطلب المصري على التأييد المنصوص عليه في النظام الداخلي من جانب دول عدة. وفيما تسعى الدول العربية إلى هدنة في ليبيا وصولا لحل سياسي ومنع التدخلات الخارجية، رفضت حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج دعوة مصر لعقد اجتماع عربي طارئ. وزعمت خارجية «الوفاق» أن الاجتماع المغلق عبر الفيديو لا يصلح لمناقشة ملفات شائكة تحتاج إلى مداولات ونقاشات معمقة، بحسب تعبيرها. وأفادت مصادر موثوقة أن «الوفاق» تلقت أوامر من أنقرة بعدم الحضور. في سياق آخر، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع عدد المرتزقة المقاتلين في ليبيا إلى جانب المليشيات التابعة لحكومة الوفاق، وارتفاع حصيلة أعداد القتلى بينهم التي فاقت ال400 قتيل، بينهم أطفال. وأكد أن عدد المرتزقة في ليبيا نحو 15 ألفا، بينهم نحو 300 طفل (تراوح أعمارهم بين ال14 وال18 عاما). وغالبية هؤلاء المرتزقة من «فرقة السلطان مراد» السورية.