لم تكن أغنياته أناشيد «قالوها في الحارة» بعد أن عرفتها «المرابع والديار» و«الأماكن»، وترنم بها «سكان الحمى» وغنى بصوته «غريب الدار» ل«سيد الغنادير» هازماً شعوره ال«خواف» ب«محتاج لها»، باعثاً عبر «الرسايل»، «رسالة إلى من يهمها أمري»، في الفجر البعيد، أنشودة مطر، ترفض «المسافة» من بادي الوقت، وتشكي من «سود الليالي» ب«سهرت الليل يا خالد»، عن «المعاناة» في «ليلة خميس» من وهم المعازيم في آخر زيارة. 71 عاماً من الطرب، أطّر فيها محمد عبده أغنياته ب«برواز» من «سنا الفضة»، بعد أن ستّل جناحه من الساحل الغربي مروراً ب«سودة عسير» سارياً في هبايب نجد، لم يشك ب«تعبت السفر» وإن «طال السفر»، فمسيرة شبيه الريح التي بدأها مع «بابا طاهر زمخشري»، كانت «أعذب الحب» لمجموعة إنسان كانت كلمات «عشاق النصيحة» حاضرة «على البال»، للرجل الذي مثّل «أرض الرسالات والبطولات» وغنى لها ول«فارس التوحيد» حتى صارت الأغاني على درب الأماني لفنان العرب أنشودة العروبة. ومن فوق هام السحب كان محمد عبده أول فنان سعودي يطلق ألبوماً غنائياً وطنياً يترنم فيه ب«حدثينا يا روابي نجد، عن أبوتركي العظيم»، ويوجه رسالة ل«السعودي البطل». ولأن كثيراً من جمهور محمد عبده ليسوا من «مضيعين الود» تمنوا لو أن فنانهم المفضل لبى داعي الأشواق فيهم برائعة «الطين» ل«إيليا أبو ماضي» لتقف إلى جوار رائعاته الأخريات. روائع عبداوية قد لا يعرفها كثيرون: ماهم لو عانيت خل عنك يا عذول سافر وترجع ليتك بقيتي حلم زمان العجايب هذا السحر في العين سهرت الليل يا خالد الليلة فرح الليل هوّد البعد طال والنوى ما لي أراها وش عاد لو تبكين يا العين ليتني ما شفت عين عينك دموع الله يعين الروح يا ندى يا نون يا سحابة شوق لا تقول ودعتني داري حسيبك الله خصام الوقت