على مدار عمرها الممتد 60 عاماً، شهدت مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر قفزات نوعية تطويرية في كافة أقسامها وإداراتها، ما وضع صحيفتها الورقية «عكاظ» في المقدمة، منذ نعومة أظفارها، وحققت حلم مؤسسها الأستاذ عبدالغفور العطار، بأنها وجدت لتبقى. وقد مر على المؤسسة خلال عقودها ال6 العديد من رجالات الإعلام والإدارة الكبار، الذين أثروا وتأثروا بالصحيفة ووضعوا بصمتهم على صفحاتها وإداراتها. فيما نجحت القيادات الإدارية والتحريرية المتعاقبة في وضع وتنفيذ استراتيجيات تطويرية مكنت الصحيفة من صناعة محتوى يلتزم بثوابت الوطن، ويضع قضايا المواطن في أولوياته، ما جعلها الصحيفة الأقرب إلى نفوس السعوديين، فأصبحت الأكثر انتشارا في المملكة. ويحضرني الآن، حين اتخذت الجمعية العمومية للمؤسسة في اجتماعها المنعقد في 1/11/1411 قرارا بتعييني نائبا للأستاذ أياد مدني مدير عام المؤسسة، واختياري عضوا في مجلس إدارة المؤسسة القائم آنذاك، مكان المرحوم الفريق محمد الطيب التونسي، وبعد استقالة الأستاذ مدني عام 1414، تم تكليفي بإدارة المؤسسة، ووضع اسمي على ترويسة الصحيفتين (عكاظ وسعودي جازيت) بدلا منه كمدير عام بالنيابة. وقد عمل الجميع خلال هذه الفترة التي صادفت وجود الدكتور هاشم عبده هاشم رئيسا للتحرير، للنهوض بالصحيفة، من خلال وضع العديد من الاستراتيجيات والخطط التطويرية، منها على سبيل المثال اعتماد الإخراج الإلكتروني بدلا من الورقي، إذ استقطبت المؤسسة مجموعة كبيرة من الشباب السعوديين، وتم تدريبهم على أحدث برامج النشر الإلكتروني آنذاك «الناشر الصحفي» لتسجل «عكاظ» أولية في تنفيذ وإخراج الصفحات إلكترونيا لتنهي بذلك عهد المونتاج الورقي. ولا شك أن الاحتفال بالذكرى الستين على صدور العدد الأول لصحيفة عكاظ يدعو كل من عمل في هذا الصرح الشامخ للفخر والاعتزاز، بل ويجعلنا نستحضر من الذاكرة الكثير من المواقف والمحطات المضيئة التي لن تمحوها السنين. * مدير عام مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر سابقاً - عضو المؤسسة