وسط غموض يكتنف علاقة الرجلين، هاجم رجل الأعمال السوري المعاقب دوليا رامي مخلوف، نظام بشار الأسد بشدة، وفي رسالة استثنائية لنجل خال رئيس النظام السوري، وصف مخلوف المتهم بالفساد والتربح غير المشروع على حساب قوت السوريين، جميع المحيطين بالأسد بأنهم ليسوا أهلا للثقة. وظهر رامي فجرا في فيديو نشر على صفحة تحمل اسمه اليوم (الجمعة)، غيّر فيها صورته، ووضع مكانها أخرى بلحية، للرد على مطالبات من مؤسسات النظام المالية، لدفع مبلغ كبير لخزينة الدولة، بعدما أنذرت الهيئة الناظمة للاتصالات، شركتي «سيرياتل» و«إم تي إن» اللتين يسيطر عليهما مخلوف، بدفع أكثر من 230 مليار ليرة سورية، لخزينة الدولة، مرفقة بتهديد في حال عدم الدفع، باتخاذ إجراءات قانونية. وسبق تلك الإجراءات، وضع مؤسسة رئاسة النظام السوري، يدها على مجمل شركات مخلوف في أغسطس الماضي، وحلّ مليشيا «البستان» التابعة له، وسط أنباء عن وضع مخلوف تحت الإقامة جبرية. وبحسب مراقبين، فإن ظهور رامي مخلوف، عبر فيديو، مخاطبا الأسد وطالبا منه بعض الأمور، يؤكد أن الرجل غير قادر على التواصل مع بشار مباشرة، وأن خطوط الاتصال بينهما مقطوعة، واعتبر المراقبون أن هذا الظهور دليل على أن العلاقة بينهما «مجمدة». وطالب مخلوف الأسد، بأن يقوم هو شخصيا بالإشراف على إنفاق ما سيدفعه لخزينة الدولة على الفقراء، لأنه لا يوجد ثقة بكل هؤلاء الناس. وهي رسالة تعني اتهاماً مباشرا وصريحاً لجميع من حول الأسد، بأنهم ليسوا أهلا، للثقة، ما دفع البعض إلى القول: إذا كان ابن خال الأسد لا يثق بكل من حول رئيس النظام، فمن سيثق فيه إذن؟ وسعى مخلوف خلال الفيديو إلى استمالة من وصفهم كثيرا بالفقراء في سورية، مطالبا الأسد أن يكون «مؤتمنا» عليهم، حتى بدا الفيديو كما لو أن البلاد لا يوجد فيها سوى الأسد وابن خاله، بحسب تعليقات تساءلت عن سرّ طعن مخلوف «الخطير» بالمؤسسات وبجميع من حول الأسد. وبعبارات ملتبسة وجه مخلوف اتهاما آخر لمن حول بشار فقال: «أنا تعبتُ كثيراً من الطاقم الموجود» دون أن يصرّح عن أي طاقم يتحدث، خصوصاً أن تحليلات صحفية، وأخرى على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت زعمت وجود ما يعرف بصراع ما بين فريقين اقتصاديين في سورية. وكان مخلوف قد كتب على حسابه في الفيسبوك في العشرين من الشهر الماضي، نافيا علاقة شركته بشحنة المخدرات التي تم ضبطها في مصر، إلا أنه أكد أن الشحنة المخدرة كانت معبأة في زجاجات حليب يتم إنتاجها من شركة تتبع له، متسائلا هل الهدف من ذلك الإساءة إلى سمعته وسمعة شركته. يذكر أن مخلوف معاقب دوليا لاتهامه بالفساد والتربح غير المشروع، عندما أعلنت الخزانة الأمريكية حزمة عقوبات بحقه، في 21فبراير 2008، و جمدت سويسرا أمواله، وأصدرت المحكمة السويسرية العليا، قرارها النهائي، عام 2018، بالإبقاء على تجميد أمواله.