فايروس قاتل صغير لا يعرفه منا أحد من أبناء جلدتنا من علماء جنس البشر، فنسمع من أنصار مدارس المؤامرات الأقاويل والحكايات. فأياً ما كان من أمر هذا المخلوق الأصغر فهو بلا شك آية من آيات الله، وهو لا ريب له دور لا بد أن ينهيه. وأظهرت أزمة كورونا مدى حاجتنا الاجتماعية إلى التعاون والتماسك والتكاتف لمواجهة الشدائد والأزمات، فالجميع في مركب واحد (الوطن) وفي مواجهة خطر لا يفرق بين كبير ولا صغير، ولا بين عالم وجاهل، وفي ظل هذا يبدو أن الخطأ والاستهانة والاستهتار غالبا ما تؤدي لأضرار كارثية تتعدى في نطاقها حدود المخطئ لتطال سائر المجتمع. وتوجب علينا هذه الأزمة التزامات أساسية كوأد الشائعات وعدم ترديد كل ما تقرأ أو تسمع، وإظهار التفاؤل، والوقوف جميعا صفا واحدا تحت القيادة الحكيمة لسيدي خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، التي لا تألو جهدا في الحفاظ على البلاد وأرواح العباد. ولعلنا نهمس في آذان إخواننا وأبنائنا ممن لا يعبأ بهذا الأمر أو لا يهتم به ربما لقوة بنيان جسده أو لأي من الأسباب ب: هلّا أعرت كبارنا جل اهتمامك حرصا على حياتهم، فالأيام دول وسيأتي يوم حتما تصير فيه إلى ما صاروا.. فاليوم ترعاهم ليعين لك الله من يرعاك.. ثم.. قبل ذلك.. ألا يكفيهم ما يشعرون به من هلع والأخبار تأتيهم من كل مكان مصوبة سهام القسوة نحوهم بأن كبار السن هم الأكثر عرضة للوفاة بهذا الفايروس. ونهاية فهذه الجائحة التي نحياها تسمى في علم القانون بما يعرف (القوة القاهرة) فإذا ما طرأت حوادث استثنائية عامة لم يكن في الوسع توقعها، وترتب على حدوثها أن تنفيذ الالتزام التعاقدي وإن لم يصبح مستحيلاً، صار مرهقاً للمدين بحيث يهدده بخسارة فادحة، ومن أهم آثارها أنها تصلح سببا لتأجيل كافة أنواع الالتزامات بل ربما تكون أيضا سببا لإقالة الملتزم بالتزامه. فيحق لأي ملتزم بأي نوع من أنواع الالتزام أن يؤجل تنفيذه لالتزامه هذا ويتعلل ساعتها بوجود قوة قاهرة وهي حالة كورونا. ونسأل الله تعالى العفو والعافية. حفظ الله البلاد والعباد وحفظ كل مسلم، وحفظ الناس جميعا. majed201777@ [email protected]