سجل التاريخ حصول نادي الوحدة على كأس دوري الأمير محمد بن سلمان لدوري الدرجة الأولى في مثل هذه الأيام قبل نحو عامين عندما كان السفير محمد أحمد طيب على رأس هرم الإدارة، وهو ما دفع الوحداويين إلى التأكيد على أنهم سيتذكرون دائما وأبداً عرفانا بالجميل السفير طيب الذي حقق إنجازا مهما واستثنائيا لفرسان مكة بتضافر جهود أعضاء مجلس إدارته والجهازين الفني والإداري في النادي. وسجل الطيب اسمه بمداد من ذهب في سجلات النادي العريق وسيظل هذا الإنجاز راسخا في أذهان عُشاق فرسان مكة، وهو ما عبر عنه السفير محمد طيب في حديثه ردا على مشاعر الوحداويين تجاه ما قدمه للنادي، قائلا: «الحمد لله أن جعلنا من أبناء هذا الوطن العظيم وشرفني بخدمة الوطن ومكة المشرفة وأبنائها البررة». وأضاف: «موقف أخي سلطان أزهر والمهندس توفيق تونسي وزملائه الكرام في مجلس إدارة نادي الوحدة وكل العاملين معهم بشأن الاحتفاء بي لتحقيق هذا المنجز عبر حساب النادي، إنما يعكس نفسا زكية وتربية سوية تقوم على ما هو معروف عن أهالي مكة الطيبين من إعلاء قيم حسن الخلق والشهامة والمروءة والوفاء، وكره الظلم والغدر والجحود»، واختتم حديثه: «لكم جميعا أيها المكيون الشرفاء والوحداويون النبلاء كل التقدير والعرفان». وفاء غير مستغرب في حين توجه عماد طيب أمين عام النادي سابقا بالشكر لرئيس إدارة نادي الوحدة سلطان أزهر وأعضاء مجلس الإدارة المحترمين على هذه اللفتة الجميلة وغير المستغربة من أهل الوفاء أبناء مكة الأكارم. وأضاف: «كان لي شرف الانخراط في إدارة نادي الوحدة إبان تولي السفير محمد طيب رئاسة الإدارة كأمين عام للنادي، وكنت مطلعا على كل الأمور دقها وجلها، حيث إن السفير استلم النادي ولم تكن الخزينة تحتوي على أوراق نقدية بداخلها وكانت أدراج مكاتب الإدارة مليئة بالملفات الشائكة والمشكلات المحبطة، وكان حال النادي يرثى له وترتيب فريق كرة القدم الأول بمركز متأخر في سلم الترتيب، والفيفا منع النادي من تسجيل أي لاعب بقرار صدر نتيجة قضايا مرفوعة من قبل لاعبين سابقين، كما أن كل منسوبي النادي لم يستلموا مرتباتهم منذ 10 أشهر، وعلى الفور شكل طيب خلية أزمه ترأسها بنفسه وكنت عضوا فيها وبدأ بالتخطيط والتنفيذ وكانت تأتينا مساعدات مالية من رئيس هيئة الرياضة آنذاك تركي آل الشيخ، ومن عبدالرحمن فقيه الذي لم يتوان للحظة واحدة في دعم النادي وإنقاذه بتسديد مستحقات عدد من القضايا، التي كادت أن تهوي بالفريق لمصاف الدرجة الثانية أو على أقل تقدير حسم نقاط من فريق كرة القدم الأول، ولا أنسى وقفة الدكتور عبدالقادر فقيه نائب رئيس مجلس إدارة النادي الذي أنفق بكل سخاء على إقفال ملفات قضايا وأحكام صادرة من الفيفا على نادي الوحدة، وكذلك عبدالرحمن رجب يرحمه الله الذي تبرع أكثر من مرة للنادي، وأرجو أن لا أكون نسيت ذكر اسم أحد ممن وقفوا مع النادي في تلك الفترة العصيبة، ولكن ليس المهم ما ورد الإدارة من تبرعات المهم كيف كانت تدار هذه التبرعات وكيف توزع على الاستحقاقات المتعددة، وهنا تجلت حكمة القائد متمثلة في ذكاء وحنكة السفير، حيث كان يخطط ويوجه ويسهر ولا يهتم إلا للوصول إلى الهدف المرسوم حتى لو على حساب صحته وكنت أنا شخصيا أستمد القوة من إصراره فقد كنا نداوم بالنادي ساعات طوال لإنجاز المهمات، وأذكر أنه كان يداوم معنا ولا يغادر حتى ساعات متأخرة من الليل، استطعنا تجاوز العقبات وتسديد كل القضايا العالقة مع الفيفا وتسديد ثلاثة أرباع مستحقات رواتب اللاعبين والحصول على بطولة الدوري بأولوية شرف مسماها الجديد، وهذه قصة تدرس لأجيال قادمة عن معركة صعود من الدرجة الأولى إلى مصاف دوري المحترفين بمكانة مستحقة للوحدة وصولا لإدارة سلطان أزهر ومجلس إدارته النموذجي في كل شيء حتى في وفائهم لمن سبقهم من إدارات، وأخيرا هناك شخصان يجب الإشادة بدورهما في تلك المرحلة وهما المهندس مروان دمنهوري المشرف العام على كرة القدم، وكذلك مدير الفريق عصمت بابكر فقد أبليا بلاء حسنا في تلك الفترة، وأخيرا أحمد الله وأشكر فضله بأن أنعم على نادي الوحدة بإدارة شابة متمكنة برئاسة سلطان أزهر، ومن دون مجاملة الإدارة الحالية هي من حافظ وطور وثبت كل نجاح حصلنا عليه». طموحه الإنجاز المستشار القانوني مؤيد السنوسي قال عن ذلك: «تشرفت بالعمل مع مجلس إدارة السفير محمد طيب وشغلت في بداية تشكيل المجلس أمين عام النادي، وبعد شهرين قدمت استقالتي لظروف خاصة وطلب مني طيب عدم الإعلان عنها لعدم إثارة أي تشويش ممكن أن يُستغل ضد مصلحة النادي، وهذا ما كنت أنويه واستمررت بعد الاستقالة في مباشرة القضايا التي كانت مرفوعة على النادي والتي تم إنهاؤها صلحاً بشكل اتفاقي مع المُدعين». وأضاف: «طيب رجل مُحب وعاشق لمكةالمكرمة وكان في كل اجتماع مجلس إدارة يؤكد أن النادي الذي يمثل مكة لا بد أن يكون في المُقدمة، ومكانة نادي الوحدة تحتم علينا أن نسعى لريادة النادي وعودته لسابق أمجاده، لقد كان السفير يخجلنا بالمجهود الذي كان يقدمه للنادي والسعي ليلاً ونهاراً لجلب الدعم للنادي وقد لاقى ولاقينا جميعاً صعوبة في جلب الدعم حينها، ولكن النيّة الصادقة والعمل الجاد الدؤوب والثقة بالله هي من ساعدنا على الظفر بالنسخة الأولى لكأس دوري سيدي الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى». وأوضح أن العمل مع السفير ليس بالأمر الهين فهو رجل دقيق وحازم ولا يؤمن إلا بالإنجاز والنتائج ولا مكان عنده للمتراخين والمسوفين، لقد شرُفت بالعمل معه واستفدت منه كثيراً على الصعيد الشخصي والعملي، وأنتهز الفرصة لشكر مجلس إدارة النادي ممثلا في رئيس النادي سلطان أزهر والمهندس توفيق تونسي على لمسة الوفاء تجاه السفير محمد طيب وهي غير مستغربة منهما». روح الصعود من جهته، أكد الباحث التاريخي محمد الحربي أن الإنجاز الذي حققه نادي الوحدة، خلال إدارة السفير محمد طيب، في الموسم الرياضي 2017/2018 يُعد إنجازاً قلما يتكرر في التاريخ الرياضي، ويستحق أن يسجل بمداد من ذهب. مضيفا: «كانت المهمة شاقة وعسيرة، فقد حُرم الفريق من تسجيل اللاعبين المحترفين والمواليد، فضلاً عن قضايا مديونيات النادي في غرفة فض المنازعات بالاتحاد السعودي لكرة القدم، إضافة إلى تأخر صرف رواتب اللاعبين، وكُلف السفير الطيب في خضم تلك المعوقات برئاسة نادي الوحدة في 29 أكتوبر 2017، بعد أن مضت 6 أسابيع من دوري الدرجة الأولى، حقق من خلالها فريق الوحدة 11 نقطة، وبعزيمة الأبطال استطاع السفير الطيب ومعه أعضاء مجلس الإدارة والجهازان الفني والإداري واللاعبون تجاوز جميع المعوقات، من خلال التركيز في العمل من أجل الصعود بالفريق إلى دوري المحترفين، وعلى الرغم من إعفاء السفير الطيب من رئاسة نادي الوحدة بتاريخ 15 أبريل 2018، وقبل بداية الجولة الأخيرة من الدوري، بعد أن أمضى في رئاسة نادي الوحدة 169 يوماً، غير أنه استطاع تحقيق الصعود للفريق، منفرداً بالصدارة بعد انتهاء الجولة ما قبل الأخيرة من الدوري، وتحقق صعود فريق الوحدة، دون أن يكون هناك لاعبٌ واحد من المحترفين الأجانب أو المواليد، مع تأخر رواتب اللاعبين مدة 13 شهراً». بطولة استثنائية وفي ذات السياق، أكد الإعلامي عاطف الأحمدي، مدير المركز الإعلامي بنادي الوحده سابقا، أن ما تحقق من إنجاز في ذلك الموسم الذي كان مغايرا ومختلفا بكل المقاييس بدءاً من بعض الأمور التي واجهت النادي بشكل عام من تغير لمجلس الإدارة وتكليف السفير محمد الطيب، مروراً بعدم القدرة على تسجيل لاعبين كمحترفين وإقناع العديد من اللاعبين الذين قدموا للفريق في تلك الفترة وتحويلهم إلى هواة حتى يستطيعوا المشاركة مع الفريق، أيضاً عدم وجود موارد مالية ثابتة والاعتماد على اجتهادات رئيس النادي في تلبية الاحتياجات الذي وبكل أمانة عمل المستحيل وأكثر من أجل توفير السيولة المالية لتجاوز الصعوبات في تلك المرحلة فكان الرجل المناسب في المكان المناسب، ومن الأمور المهمة التي يجب التطرق لها الإصرار المميز الذي كان موجوداً عند الجهازين الفني والإداري واللاعبين للفريق الأول ورغبتهم الجامحة في وضع كل العقبات حافزا لهم للصعود والتتويج بهذه البطولة الاستثنائية بمسماها أولاً وكذلك لصعوبتها، كما أن تواجد ثنائي الخبرة المهندس مروان دمنهوري والكابتن عصمت بابكر على رأس الهرم الإداري كان هو الطاقة الإيجابية التي يستمد منها الإصرار على تحقيق الصعاب، وكذلك لا ننسى المهندس فراس مؤذن والدور الكبير الذي كان يقوم به فكان خير سند للسفير محمد الطيب، ولا ننسى اللاعبين فهم كانوا رجال الأزمات وتحملوا الكثير والكثير من أجل تحقيق البطولة، ونستطيع القول إن البطولة كانت استثنائية بكل المقاييس. جمع المحبين ويشير فوزي السريحي مدير فريق شباب نادي الوحدة سابقا إلى أن لكل مرحلة رجالا، والتاريخ يدون للسفير الطيب ترؤسه للنادي في وقت عصيب ومرحلة صعبة. كان مطالبا بلمّ الشمل وكانت الجماهير تطالبه بالصعود والحال يقول إن هذا محال. وتابع: تصدى للمهمة والتف حوله الأحبة وإن كان الالتفاف قليلا. اقترب من اللاعبين وعالج العديد من قضايا لجنة الاحتراف، وهنا لا بد أن نشيد بعراب هذه المرحلة العاشق فراس مؤذن، حيث لازم السفير وساند اللاعبين وأنهى 11 قضية على النادي، 6 قضايا خارجية و5 داخلية، وقدم مع السفير الطيب للوحدة الغالي والنفيس فكانت المكافأة من المولى الصعود. ولا ننسى في هذه المرحلة العاشق الذي لا يغيب جمال تونسي ووقوفه ومساندته المستمرة وتواجده الدائم واليوم الأوفياء يثمنون للسفير الطيب هذا الجهد والموسم الاستثنائي الذي لا ينسى. حقق الفرحة للوحداويين وتابع وسيم عدلي بوشه مدير إدارة العلاقات العامة بنادي الوحده سابقا: تكليف السفير محمد أحمد الطيب برئاسة نادي الوحدة كان ردا للجميل من جميع الوحداويين شرفيين وداعمين ومحبين وجماهير لهذا الرجل الذي أفنى حياته لخدمة هذا الكيان العريق الذي فجّر جميع طاقاته هو وفريق عمله من أجل النجاح وتحقيق أول إنجاز، لم أكن أبالغ أنا ومعظم الجماهير حينما تحدثنا أن فرحتنا ناقصة وكنّا نتمنى وجوده في التتويج لكي يتوج تعبه ونجاحه بهذا الإنجاز. شخصياً تحدثت معه في هذه الجزئية وكان رده لي «فرحتكم هي فرحتي. وفقنا الله جميعاً لخدمة مكة والوطن». هكذا هو سعادة السفير رجل دولة يخدم مكة وناديها بكل حب ولا يبحث عن شُهرة.