يزداد العبء كل يوم على كاهل العلماء في أرجاء العالم لتفنيد المعلومات المغلوطة والجاهلة بشأن فايروس كورونا الجديد، المسبب لمرض (كوفيد-19). ومن تلك الادعاءات غير المسنودة بدليل علمي، زعم بعضهم أن تشغيل الهواء الساخن الذي ينتجه مجفف الشعر (سشوار) تجاه فتحتي الأنف سيقتل فايروس كورونا الجديد. وقال العلماء إن من شأن خطوة كتلك أن تؤذي صحة الإنسان، فضلاً عن أنها لن تقتل الفايروس. وقالت منظمة الصحة العالمية إن أجهزة الهواء الساخن التي تستخدم لتجفيف الأيدي لا يمكن أن تقتل الفايروس، وأن الفايروس قادر على الانتقال من شخص إلى آخر في الأجواء الساخنة والرطوبة العالية. ومن «الخرافات» التي تروج لها مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام أن علماء جامعة كوينزلاند الأسترالية توصلوا إلى أن تناول الموز يعزز نظام المناعة، بدعوى أن الموز غني بفيتامين (ب-6)، وبالتالي فهو يستطيع منع العدوى بفايروس كورونا الجديد. وقال الخبراء إن مقطعاً بهذا الشأن على موقع يوتيوب اقتطف جزءاً من مقطع أنتجته جامعة كوينزلاند للإعلان عن جهودها للعثور على لقاح ضد فايروس كورونا الجديد، وضموا إليه مقطعاً آخر أنتجته صحيفة وول ستريت جورنال بشأن الأبحاث الجارية لدحر الفايروس، ووضعوا في نهاية المقطعين صور فاكهة الموز، زاعمين أنها تقتل الفايروس أو تمنعه من إصابة الآخرين. ويبدو أن الفيديو أنتج أو وجد رواجاً كبيراً في الفلبين، عقب مزاعم مسؤولين هناك في مارس الماضي أن الموز يقتل الفايروس. ودعت جامعة كوينزلاند إلى عدم مشاهدة ذلك المقطع، مؤكدة أن الموز غني بفيتامين (ب-6)، وبالألياف، والبوتاسيوم، لكن لا يوجد أي دليل يثبت أنه يقتل الفايروس أو يمنع العدوى به. ومن «خزعبلات» التواصل الاجتماعي الزعم بأن الفايروس يبقى في الحلق مدة 4 أيام، فإذا أكثرت من شرب الماء، ومارست المضمضة بالماء المخلوط بالملح أو الخل فإن ذلك يدمر الفايروس! وطبقاً لهذه المزاعم فإن الفايروس يمكث في الحلق ساعات قبل وصوله إلى الرئتين، مشفوعة بعبارات من قبيل «انشرها على أوسع نطاق فقد تنقذ مصاباً». ويقول الأطباء إن الحقيقة تتمثل في أن الفايروس يمكن أن يبقى في الحلق نحو أسبوع بعد ظهور أعراضه، لكن «حدوتة» الغرغرة والخل والملح لا يوجد دليل علمي يثبت صحتها. وحذروا من أن اتباع نصائح من قبيل هذه المزاعم يمكن أن يوفر أماناً مزيفاً لمن ينصاع لها. ومن الأباطيل المماثلة ادعاء مواقع التواصل الاجتماعي أن شرب وتناول السوائل والأطعمة القلوية كفيل بالقضاء على فايروس كورونا الجديد! وفنّد العلماء ذلك الزعم بقولهم إن الفايروس أصلاً قاعدية pH، وأن القاعدية تتعلق بالمحاليل المائية، والفايروس ليس سائلاً، وأن مستوى القاعدية في جسم الإنسان ينظمه الجسم من دون تدخل خارجي. وتم الترويج في «فيسبوك» لورقة منسوبة زوراً إلى مستشفى كانساس، يُزعم فيها أن تناول المشروبات الكحولية يقلل مخاطر الإصابة بالفايروس. وقد سارع المستشفى المذكور إلى نفي تلك الادعاءات في 11 مارس الماضي، مؤكداً عدم صحتها. ومن ادعاءات مواقع التواصل: ضع قدراً صغيراً من مضاد حيوي على هيئة مرهم داخل المنخارين، فذلك يقتل الجراثيم، ويمنع فايروس كورونا الجديد من الوصول إلى الرئتين! وقال العلماء إن مرهم المضاد الحيوي يمكن أن يقتل البكتيريا، لكنه لن يقتل فايروس كورونا الجديد. وأشاروا إلى أن ذلك المرهم مضاد للجراثيم، وليس مضاداً للفايروسات.