تبذل الحكومة السعودية جهوداً مهمة واستثنائية لحماية المواطن والمقيم في ظل تفاقم أزمة جائحة فايروس كورونا عالمياً. وما قدم من إجراءات صحية واقتصادية وأمنية وإدارية للتعامل مع تداعيات هذه الأزمة غير المسبوقة، بات مضرباً للأمثال ومستحقاً للثناء والشكر والإشادة. والمتابع الموضوعي لتعامل الدول المختلف مع هذه الأزمة حول العالم، سيجد أن هناك مدارس و«برتوكولات» مختلفة تم اعتمادها وبحسب جديتها الاستباقية جاءت النتائج الإيجابية. وعليه فالسعودية اليوم اتبعت خط الفحوصات المبكرة، وبالتالي كان من البديهي ارتفاع عدد الحالات المصابة بعد اكتشافها، والمهم ليس عدد حالات المصابين، ولكن عدد حالات المتعافين (وهي لله الحمد في ارتفاع)، وعدد حالات المتوفين (وهي لله الحمد أعداد قليلة جداً)، وهذا بالتالي يضع السعودية ضمن الدول «المطمئنة» و«الناجحة» في التعامل مع الجائحة، وهذه الدول عموماً انتقلت من الحديث للتعامل مع الفايروس وتبعاته إلى وضع خارطة طريق لعودة الحياة إلى طبيعتها بالتدريج، وفتح الاقتصاد مع استمرار ارتداء الكمامات وتطبيق جاد للابتعاد الاجتماعي في المجال التجاري والأماكن العامة. وأعتقد أن هذا الحوار آن أوانه في السعودية. البدء في رسم خارطة طريق زمنية ومرحلية لإعادة الحياة الطبيعية الاقتصادية، لأن الوضع أصبح بشكل كبير تحت السيطرة، ولكن الهاجس الاقتصادي هو الكابوس المخيف الذي قد تكون له مخاطر بنفس خطورة الموت من الكورونا. خارطة طريق ترسم ملامح العودة بالتدريج إلى الحياة الطبيعية للاقتصاد ستكون بمثابة ضوء الشمعة في نهاية النفق. * كاتب سعودي [email protected]