قبل موجة الكورونا ظلت الكمامة في ركنها القصي على أرفف الصيدليات، «نسياً منسياً»، لا أحد يعبأ بها، قبل أن تنفض الغبار عن نفسها وتشرئب بعنقها؛ لتنافس مساحيق التجميل وأدوات الزينة بدلالها وسعرها وألوانها. ما كان معتاداً في الشوارع رؤية وجه مكمم، صحيح أن قليلين من عمال المطاعم الراقية ظلوا يلتزمون بها تطبيقاً لتعليمات الجهات المعنية، ثم هبت الكمامة من غفوتها في الحقبة «الكورونية». ولكن كيف نستخدمها؟ وما طريقة التخلص منها؟ «عكاظ» جالت في مواقع عدة لرصد التعاطي مع الضيف الجديد في الأسواق، ففي حائل خصص عدد من المحلات التجارية وأسواق الخضار المفتوحة صناديق للتخلص من الكمامات وقفازات اليدين بعد استخدامها من العاملين في هذه المحلات ومرتاديها، وكشف بعضهم كميات القفازات والكمامات المستخدمة، وكيف يتم التخلص منها؟ يقول مدير إحدى أسواق بيع المواد الغذائية الكبرى ضيف الله محمد، إنهم يستهلكون 100 حبة يومياً من القفازات والكمامات موزعة على جميع العمالة والزبائن مرتادي السوق، وتمكث الكمامات والقفازات ساعتين بالكثير، ويتم استبدالها تلافياً لانتقال العدوى، لافتاً إلى أن المجمع خصص سلة مهملات خاصة للكمامات. محمد ياسين عامل مصري في المتجر، يؤكد أن ارتداء الكمامات والقفازات إلزامي في المحل، ويضيف: وفرنا كميات كبيرة ووضعناها على المدخل، وأي زبون يجب أن يعقم يديه ويرتديها وعند خروجه يوجد أكياس قمامة يضعها فيها بإحكام ومن ثم نضعها في صندوق القمامة، ويتم تغيير القفازات والكمامات كل ساعتين، «نستهلك 60-70 كماماً وقفازاً يومياً» أما سامي الشمري، أحد العاملين في سوق الخضار، يقول: نحن 4 أشخاص حريصون على استخدام الكمامات والقفازات والمعقمات لليدين، ونستهلك 15 حبة، ونستبدلها بشكل مستمر، ومن ثم نضعها في كيس محكم ثم نضعها في صناديق القمامة. وقال الآسيوي محمد عمر: إن الكمامات ضرورية لجميع العاملين، ونستبدلها كل 3 ساعات، ونضعها في أكياس خاصة نهاية اليوم.