معلمي التربوي القدير عبيد بن عبدالله القريوي.. من خلالك عرفت التربية والتعليم في بداياتي بالتعليم وأبجديات التعامل بحرفية وحنان مع طلابي، لم يتضح لي تأثيرك عليّ إلا بعد سنين تجاوزت ثلاثة عقود، فعرفت أنني تعلمت منك ضرورة احتضان دفتر إعداد الدروس وتنظيمه بل واستخدام الوسائل التربوية في زمن قل من يستخدمها. تعلمت منك حب النشاط المدرسي وحب الكتاب والتنويع في القراءة والاستفادة مما يقع بين يدي لأقارع رفاقي بصدق المعلومة وثقة مصدرها، كنت مرجعاً لجميع الزملاء في شتى المعارف اللغوية والإسلامية والثقافة العامة أتلهف لحديثك وأصغي لمعلومتك، تعلمت منك كيف يكون القدوة وطرق احترامها، كان تأثيرك عاما على كل منسوبي المدرسة من معلمين وطلاب. معلمي عبيد القريوي.. جعلتك نبراسا في كل سنين عملي، فمن خلال تعاملك مع من حولك تعلمت احترام الآخرين وحب العمل وصدق التعامل، صورته لم تفارق مخيلتي، كلماته توجهني لكل عمل جميل وجاد. نعم ابتعدت عنك سنوات طوالا بل لعقود قصرت في حقك بعدم الزيارة والوقوف أمامك لأذكر لك أفضالك علي، وهذا واجب عليّ لأقول لك شكرا جزيلا على ما غمرتني به من علم وتوجيه ونصيحة. سنواتي معك في مدرسة البظاظة بسبت العلاية أربع سنوات بدأت عام 1401ه لكنها عمر غيّر مسار حياتي مازلت أذكرك طيلة حياتي وحتى الآن وبعد تقاعدي بست سنوات.. عذراً لك صديقي لأني لم أوفيك حقك لكن ما أنا متأكد منه أنك حيّ في قلبي.. قصرت في حقك كثيرا وأنا أعتذر.. أقدم لك تحية كلها تقدير تخصك يا الصديق الغالي والعفو إن قصّرت في سؤالي عنك أو وصالك، مني السلام إلى من لست أنساهم إن غابوا عن العين في القلب مأواهم.