فوجئت وغيري عندما تطاول أحد أئمة مساجد فلسطين على قيادة المملكة، ألا يخشى هذا الإمام أن يدخل بكلمته المسيئة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم). أما كان الأولى بهذا الإمام أن يشكر من أحسن إلى بيت الله الحرام ومسجده الآمن ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم، كل هذا الإحسان ابتغاء وجه الله عز وجل، كما قال صلى الله عليه وسلم: (من لا يشكر الناس لا يشكر الله، ومن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير والتحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر والجماعة رحمة والفرقة عذاب). نعم إن كلامه هذا من كفر النعمة والعياذ بالله، قال صلى الله عليه وسلم: (من أولي معروفاً، فليذكره فمن ذكره فقد شكره ومن كتمه فقد كفره). لم أكن أشاء أن أرد على هذا الرجل، ولكني رددت حتى يعلم من يسمعون له من عامة الناس وقليل ممن قد يتأثرون بكلامه، وأما طلبة العلم من حوله فأولى بهم أن يوقفوه عند حده حتى لا يتمادى في غيه. وأقول: إن مليارا ونصف المليار من المسلمين يشهدون أن الحرمين الشريفين في أيدٍ أمينة ترعاها وتبذل الغالي والنفيس من أجلها، وإن الحج والعمرة مفتوح للأمة على مدار العام يتمتعون بهما وبالخدمات الجليلة التي تقدم لهما ولزائريهما، وهم يشهدون لآل سعود بأن الحرمين الشريفين بلغوا القمة على مدى القرون؛ فبناء الحرمين الشريفين يعتبر أثمن مباني العالم، إذ قدرت قيمته ب 100 مليار دولار، وهذه شهادة من غير المسلمين والحق ما شهدت به الأعداء. ومن خلال عملي في تعليم القرآن الكريم برابطة العالم الإسلامي أكثر من 30 عاماً؛ اطلعت ولمست الكثير من جهود ولاة الأمر في المملكة، خصوصاً في خدمة الحرمين الشريفين وأذكر من ذلك: منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى؛ تنافس آل سعود في بنايته وتطويره على أحدث طراز، حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين. وأما المسجد النبوي الشريف فيكفي أن التوسعة الحالية والتي لم يشهد قبلها التاريخ دخلت فيها المدينة القديمة التي كان يسكنها الصحابة رضوان الله عليهم فبيوتهم كلها فيها، فهي توسعة تاريخية ولا يزال هناك توسعات جديدة تعمل على قدم وساق، فلم يكن اهتمام آل سعود بالحرمين الشريفين إلا اهتماماً شاملاً للعمارة الهندسية والعمارة العبادية.