عزيزي أحمد المحمد علي.. أعلم أن مشاغل الحياة وإيقاعات الزمن شكلت حاجزاً مادياً في التلاقي الجسدي، ولكن الأرواح تتلاقى بشكل مستمر، فالصداقة القائمة على الأسس القوية قادرة على الصمود في وجه الزمن والثبات في مقاومة رياح المصالح المتعددة. عزيزي.. الصداقة التي انطلقت منذ 14 عاماً ما تزال عالقة في الذهن، نظراً لما تحمله من ذكريات سعيدة والكثير من الأحداث ذات الوقع الكبير في النفس، خصوصاً أن الذكريات السعيدة تبقى صامدة في وجه الكثير من التحديات الكبيرة، فالمرء قادر على إحداث تغييرات كبيرة في حياته، بيد أنه يحن إلى الماضي السعيد، نظراً لما يمثله من سجل حافل بالمواقف التي تشكل تاريخ الإنسان في الحياة. صديقي.. مضت ال14 عاماً كالبرق السريع، فشريط الذكريات يتحدث كأن الأحداث جرت بالأمس القريب، خصوصاً أنها ما تزال محفورة في الذاكرة، لاسيما أن الإنسان يعشق الكثير من تفاصيل حياته ذات العلاقة بالدراسة التي تحمل العديد من الأشياء التي يصعب نسيانها أو المرور عليها مرور الكرام. أحمد.. أتحدث إليك وأنا في شوق مستمر للعودة إلى تلك الأيام التي أصبحت جزءاً من التاريخ ولكنها ستبقى ماثلة مهما تقادم الزمن، خصوصاً أن الصداقة القوية تمثل الرباط القادر على الصمود في وجه الزمن، لاسيما أن المعادن تعرف في المواقف الصعبة وكذلك الصداقة تختبر في العديد من الامتحانات الحقيقية، ولعل صمود الصداقة دلالة على المبدئية القائمة عليها. أختم هذه السطور القليلة وكلي شوق ولهفة لإعادة شريط الذكريات مجدداً، متمنياً لك الشفاء العاجل من الوعكة الصحية التي ألمت بك.. سائلاً المولى لك مزيداً من التقدم والنجاح في حياتك.